مفاتيح فى خدمة الشباب - لنيافة الانبا موسى

 

هناك مفاتيح أساسية، تفتح قلوب الشباب، وتجعل خدمتهم سهلة ميسورة، بنعمة المسيح، وعمل روحه القدوس:

 

1- الصلاة :

 

فالصلاة هى ببساطة شديدة أن نشرك الله معنا فى العمل، وهكذا نضيف إلى طاقتنا المحدودة، الناقصة، والقابلة للخطأ والانحراف، طاقة إلهية غير محدودة، إيجابية وبناءة

الصلاة تفتح حياتنا الله، وتفتح حياة الله علينا، وهكذا يلتقى المحدود باللامحدود، ويالها من معجزة!!

الصلاة هى الحبل السرى الذى يتصل الخادم من خلالة بالله، آخذاً منه القوة والإستنارة والقيادة، كما أنها الحبل السرى الذى يتغذى الخادم من خلاله، على قوة الروح، ونعمة الله.

الصلاة تجهزك كخادم لكى تخدم، وتجهز الكلمة على شفتيك فتخرج حية ومؤثرة، وتجهز المخدومين لكى تعمل فيهم كلمة الحياة لتوبتهم وخلاصهم.

الخادم يصلى قبل أن يحضر الدرس، وأثناء إلقاء الدرس يكون متصلا بالله، طالباً القيادة والمعونة، وبعد الدرس يصلى واضعاً نفسه والكلمة والمخدومين بين يدى الله.

الخادم يصلى قبل الافتقاد ليقوده الرب إلى النفوس المحتاجة، وأثناء الزيارة ليوجه الرب الحديث نحو خلاص المخدوم والشبع الروحى، وبعد الزيارة ليستمر عمل الروح فى قلب الخادم والمخدوم معاً.

الزيارة جلسة روحية مع المخدوم عند قدمى المسيح، وليست جلسة أستاذ مع تلميذ، فكلنا تلاميذ المسيح، وفى حاجة مستمرة إلى التعلم.

 

2- الحب الشخصى :

 

من أهم مفاتيح الخدمة لمسة الحب الشخصى للمخدوم.. وذلك يشمل :

معرفتى باسمه كاملاً.

معرفتى بظروفه، لكى أسانده فيها وأصلى معه.

معرفتى بعنوانه فى المنزل، وزيارتى له.

وقوفى معه فى مصادمات الحياة المختلفة، كالمرض والوفاة والفشل الدراسى وكافة المشكلات العائلية أو الشخصية.

لذلك يحتاج الخادم أن يكون قلبه متسعاً بلا حدود، وذلك بالطبع فوق طاقة البشر، لذلك يتحد بالرب، لكى تنسكب محبة الله فى قلبه بالروح القدس (رو 5:5).

كما يحتاج الخادم أن يمتحن ويفحص محبته للمخدوم، هل هى محبة كلام أم محبة عمل "لا نحب بالكلام واللسان، بل بالعمل والحق" (1يو 18:3).

كما أن محبة الخادم للمخدوم يجب أن ترتفع لتكون محبة روحانية (أغابى) وليست مجرد محبة إنسانية (فيليا) فالمحبة الروحانية فيها حضور الله، والكمال، والنقاوة، والثبات. أما محبة البشر فهى محدودة وناقصة ومتقلبة وغير قادرة على الاحتمال والصفح.

لهذا قال الرب "لا تخف لأنى فديتك، دعوتك باسمك، أنت لى" (أش 1:43).. كما قال: "أعرف خاصتى، وخاصتى تعرفنى" (يو 14:10).. وهو "يدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها" (يو 3:10).

 

3- الكلمة :

 

أنها المفتاح الأساسى فى خلاص نفسى، فقد قال الرب على فم رسوله بولس: "الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله" (رو 17:10).. وأوضح لنا فى مسلسل الكرازة ما يلى :

 

1- ضرورة أن يدعو الإنسان الله ليخلص.

2- ضرورة أن يؤمن الإنسان ليدعو الله.

3- ضرورة أن يسمع الإنسان الكرازة ليؤمن.

4- ضرورة أن يكرز الخدام للناس ليسمعوا فيؤمنوا.

5- ضرورة أن يرسل الرب الخدام ليكرزوا بالكلمة.

إذن فالسلسلة هى : إرسال الخدام - الكرازة للناس - سماع الناس لأخبار الخلاص - الإيمان بها - دعوة الناس الله ليخلصهم.

 

والخادم الأمين :

 

يقرأ كلمة الله كل يوم..

يشبع بها بكل قلبه..

يحفظها فى ذهنه وقلبه لكى لا يخطئ إلى الله..

ينفذها للآخرين ليخلصوا بها..

 

كما أنه يقدم الكلمة للناس فى :

 

نموذجه الحى: "كن قدوة".

كلماته التلقائية فى الحياة اليومية.

كلماته فى العظات والافتقاد.

نبذات تحمل فكر وحب المسيح للشباب.

شرائط كاسيت.

شرائط فيديو.

 

4- الحوار :

 

من أهم مفاتيح خدمة الشباب أن يكون الخادم محاوراً جيداً..

 

فوائد الحوار :

الحوار مع المخدومين يجعلنا : 

أ- نتعرف على واقعهم ومشكلاتهم واحتياجاتهم.

ب- ندرس إمكانية التعامل مع هذا الواقع فعلا.

ج- تظهر المشكلات فى التطبيق، ويتم حلها.

د- تراعى الفروق الفردية.

هـ- نصل إلى قناعة مشتركة خالية من القهر أو بيع الفكرة.

 

مواصفات الحوار الناجح :

 

يتصف الحوار الناجح بسمات هامة هذه بعضها :

1- جو روحى هادئ خال من الانفعال قدر الإمكان.

2- مشاركة متاحة للجميع، دون استقطاب...

3- لا يجوز إلغاء القائد للمجموعة، ولا إلغاء المجموعة للقائد.

4- بعيد عن روح الجدل العقلانى الجاف..

5- مساحة الوقت المتاحة مناسبة.

6- تكون نقاط الحوار واضحة، حتى لا نتوه ونتشعب.

7- لا يفرض أحد فكره على المجموعة حتى إذا كان القائد.

8- الكل يتحدث مع القائد، بأذن ونظام، دون أحاديث جانبية أو شغب.

9- أحذر جفاف الحوار، وتشتت الأفكار، وأحرص على التجمع فى النهاية مع اللمسة الروحية المناسبة.

وهكذا نصل إلى حوار ناجح، فيه ينتبه الجميع إلى الموضوع المطروح، ويشاركوا فيه بالرأى والخبرة، ويستمعوا إلى آراء الغير ويصلوا إلى قناعة هادئة ومستريحة، كمقدمة أساسية لتنفيذ ما نتفق عليه، لبنيان الفرد والجماعة.

 

5- المشاركة :

 

مفتاح هام وأخير هو أن يشارك الشباب فى اجتماعهم :

فى اختيار الموضوعات والمتكلمين.

فى اختيار أنواع النشاط المختلفة.

فى الاشتراك فى لجان متنوعة : الحفلات - الرحلات - الافتقاد - الصلاة - دعوة المتكلمين - خدمة المستشفيات والمرضى والمعوقين والملاجئ - المعارض - المسرحيات - الدراسات المختلفة (كتابية.. كنسية.. ألحان.. لغة قبطية .. ثقافية.. وطنيات.. الخ).

أن يشارك كل الشباب بمواهبهم: الفنية والأدبية والموسيقية والاجتماعية والرياضية والكشفية.

أن يشاركوا فى التفكير، والتعبير، والتقرير، والتنفيذ فى كل أمور خدمتهم.

أن يشاركوا فى منبر الشباب.

أن يشاركوا فى مهرجانات ومؤتمرات الشباب.

إن هذه المشاركة : تنمى شخصيتهم، وتصقلها، وتستثمر طاقاتهم، وتنقذهم من الانحراف، وتثبتهم فى الرب وكنيسته، وتجعل منهم خدام المستقبل.

"لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ الإله فِيهِ." (2كورنثوس 21:5)