السنكسار

اليوم العشرون من شهر أبيب المبارك
شهادة القديس تادرس الشُّطبي الاسفهسلار.

في مِثل هذا اليوم من سنة 220م استشهد القديس تاؤدروس الشُّطبي، كان أبوه يُسمى يوحنا من شُطب بصعيد مصر، قد ذهب ضمن الجنود إلى أنطاكية وهناك تزوج من ابنة أحد الأمراء الوثنيين، ورُزِقَ منها بتاؤدورس هذا، ولمَّا أرادت أن تُقدم ابنها لبيوت الأصنام ليتعلَّم هناك، مانع والده في ذلك فغضبت منه وطردته. وظل الصبي عند أمه. أمَّا والده فكان مداوماً الصلاة ليهديه إلى طريق الخلاص. وكبر الصبي وتعلَّم الحكمة والأدب، فأضاء السيد المسيح قلبه، ومضى إلى أسقف قديس وتعمَّد منه. وسمعت بذلك أُمّه فشق عليها كثيراً. ولكن القديس لم يأبه لها وتدرج في مراتب الجندية، حتَّى صار من كبار القواد في عهد ليكينيوس قيصر. وكان أهل أوخيطوس يعبدون ثعباناً هائلاً، ويقدمون له ضحية بشرية كل عام. واتفق مرور تاؤدروس في تلك الجهة، فرأى امرأة تبكي بكاءً مراً، فسألها عن سبب بكائها فقالت له: أنني أرملة وقد أخذوا وَلَديَّ ليقدموهما ضحية للثعبان مع أنني مسيحية. فقال تاؤدورس في نفسه: أنها أرملة ومظلومة والرب ينتقم لها. ثم نزل عن حصانه وحول وجهه نحو الشرق وصلَّى، ثم تقدم إلى الثعبان وأهل المدينة ينظرون إليه من فوق الأسوار، وطعنه بالرمح فقتله وخلَّص وَلَدي الأرملة. وكان طول هذا التنين اثنى عشر ذراعاً.
وحضر تاؤدورس بعد ذلك إلى مصر، ولبث عند أبيه حتَّى توفى فعاد إلى أنطاكية. فوجد أن الملك قد كفر وأخذ يضطهد المسيحيين. فتقدَّم إليه واعترف بالمسيح. فأمر بحرقه وطرحه في النار. وهكذا أسلم الروح ونال إكليل الشهادة، وأخذت جسده امرأ’ة مؤمنة ـ قيل أنها أمه ـ بعد أن بذلت أموالاً كثيرة وأخفته عندها حتَّى انتهى زمن الاضطهاد.
وقد بنيت على اسمه كنائس في جهات متفرقة.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

"إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟ لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ." (سفر المزامير 130: 3، 4)