اليوم الخامس عشر من شهر كيهك المبارك
1. نياحة القديس غريغوريوس بطريرك الأرمن الشهيد بغير سفك دم.
2. نياحة القديس لوكاس العمودي.
3. نياحة القديس حزقيال من أرمنت.
1. في هذا اليوم تنيَّح القديس غريغوريوس بطريرك الأرمن والشهيد بغير سفك دم. هذا القديس كما ذكرنا في اليوم التاسع عشر من شهر توت، قد عذَّبه تريداته ملك الأرمن في سنة 272م بسبب مُخالفته له في عبادة الأوثان ثم طرحهُ في جُبٍّ أقام فيه خمس عشرة سنة، عاله الله في أثنائها إذ كانت تأتيه عجوز بما يقتات به. ولطول الزمن لم يعرف أخصاؤه إن كان قد مات أو لازال على قيد الحياة.
فلمَّا قتل الملك العذراء أريبسيما ومن معها من العذارى وأمر بطرح أجسادهن على الجبال، عاد فندم على ما فرط منه لأنه كان يريد أن يتزوج منها. ولما رأى أخصاؤه أنه قد أفرط في الحزن على قتلها، أشاروا عليه أن يخرج للصيد ليُسري عن نفسه، وفيما هو يمتطي جواده وثب عليه شيطانٌ وطرحه إلى الأرض وصار ينهش في جسده، وغيَّرَ اللـه شخصه إلى صورة خنزير بري، فأخذ يجول في البرية وينهش كل من وجده. كما أنَّ كثيرين من أهل مملكته قد أصابهم ما أصابه، وصار فزع وصراخ عظيم في القصر، وهذا بسبب ما فعله بالعذارى.
ورأت شقيقة الملك رؤيا، في ثلاث ليالٍ متوالية، كأن إنساناً يقول لها: إنْ لم تُصعِدوا غريغوريوس من الجب فلن تنالوا خلاصاً ولا شفاء. فتحيَّر القوم إذ كانوا يعلَمون أنه مات. ثم أتوا إلى الجب وأنزلوا له حبلاً ونادوه، فلمَّا حرك القديس الحبل، عَلِموا أنه لا يزال حياً، فطلبوا منه أن يتعلق بالحبل وأصعدوه، ثم اغتسل وألبسوه ثياباً جديدة وأتوا به راكباً إلى القصر. وهناك استعلَم منهم عن أجساد العذارى حيث ذهب فوجدها سالمة فوضعوها في مكانٍ لائق.
وسأله الشعب أن يشفي الملك مما هو فيه، فأحضره وقال له: هل تعود إلى أعمالك الرديئة؟ فلمَّا أشار الملك بالنفي، صلَّى عليه فخرج منه الشيطان وعاد إليه عقله وشخصه، ولكنه لم يعد صحيحاً كما كان، بل مازالت فيه بقية من خِلقة الخنزير وهيَ أظافر يديه ورجليه، تأديباً له وتذكيراً بما كان منه حتى لا يعود لمثله. ثم شفى الأب البطريرك جميع المُصابين وأخرج شياطين كثيرة. فآمن الملك وكل سكان كورته فعلَّمهُم وعمَّدهُم وبنى لهم كنائس كثيرة، ورسم لهم أساقفة وكهنة، ووضع لهم السُنن وفرض الأصوام. ولمَّا أكمل سعيه تنيَّح بسلامٍ.
بركة صلاته فلتكن معنا آمين .
2- في مثل هذا اليوم أيضا تنيح القديس لوكاس العمودي ولد هذا القديس بإحدى بلاد الفرس من أبوين مسيحيين فربياه على الآداب المسيحية .ولما صار شابا تجند وتدرج في مراتب الجندية حتى صار قائد مئة . وبعد ذلك أحب العزلة والعبادة وترك العالم وترهب بأحد أديرة المشرق . ولما اشتهرت فضائله رسموه قسا على ذلك الدير . فنما في حياة التقشف وملازمة الصوم والصلاة ثم أقام على صخرة عالية مدة ثلاث سنوات . وفي أحد الأيام سمع صوتا يدعوه باسمه ويأمره أن ينزل من على الصخرة فنزل لوقته ورأى صليبا من نور يتقدمه إلى أن أتى إلى جبل عال فمكث هناك مدة من الزمان ثم أوحي اليه من الله أن يأتي إلى قرب القسطنطينية فأتى إلى ضيعة قريبة منها وأقام على صخرة على شكل عمود مدة خمسة وأربعين سنة يجاهد جهادا روحيا شاقا فأعطاه الله موهبة النبوة وعمل المعجزات فكان يشفي كل من يقصده ولما أكمل سعيه المقدس تنيح بسلام .
بركة صلاته فلتكن معنا آمين .
3- في مثل هذا اليوم أيضا تنيح القديس الأنبا حزقيال كان هذا القديس من مدينة أرمنت ترك أهله وصعد إلى جبل أرمنت حيث تقابل مع بعض الآباء السواح فار شدوه إلى حياة الوحدة وألبسوه اسكيم الرهبنة . عاش هذا القديس في البرية الجوانية بنسك شديد وعمل أتعابا كثيرة ولما لم يكن له مصدر ماء قريب يشرب منه شرع في حفر بئر فظهر له ملاك الرب قائلا " الرب نظر إلى تعبك الكثير وهوذا الصخرة تنبع لك ماء " وهكذا عاش في سيرة حسنة ملائكية ولما أكمل سعيه الصالح تنيح بسلام .
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.