السنكسار

اليوم العاشر من شهر هاتور المبارك
1. شهادة العذارى الخمسين وأُمهن.
2. اجتماع مجمع برومية بسبب الغطاس والصوم.

1ـ في مثل هذا اليوم استشهدت القديسات الطاهرات، والعذارى الراهبات الخمسون وأمهن صوفية. هؤلاء القديسات كُنَّ من بلاد مختلفة. وقد جمعتهن المحبة الإلهية والسيرة النُّسكيَّة. فأقمن بدير للعذارى بالرها. وكانت القديسة صوفية رئيسة هذا الدير مملوءة من كل حكمة ونعمة. فربتهنَّ تربية روحانية حتى صرن كملائكة على الأرض، مداومات على الأصوام والصلوات والقراءة في الكتب الإلهية وأخبار الرهبان. وكان منهنَّ من أقامت في الدير سبعين سنة. ومنهنَّ من هيَ في ريعان الشباب، ولكن ثابتة في الإيمان، قوية اليقين.
ولمَّا سمع يوليانوس الملك العاصي أن سابور ملك الفرس عزم على محاربته عبَّأ جيشه وسار إليه. وكانت مدينة الرها في طريقه وإذ عبر على دير هؤلاء العذارى أمر الجند بقتل من فيه ونهبه. فنفذ الجند الأمر، وقطَّعوا الراهبات بالسيف إرباً إرباً ونهبوا كل ما وجدوه.
وقد انتقم الله من هذا الملك الشرير بطعنة سهم في الحرب من يد فارس ( قيل أنه القديس مرقوريوس ) فخرَّ صريعاً عن ظهر جواده ومات سنة 363 م. أمَّا العذارى فقد نلن إكليل الشهادة.

صلاتهن تكون معنا. آمين.

2ـ وفيه أيضاً اجتمع مجمع مقدس برومية في أيام فيكتور بابا رومية وديمتريوس بابا الإسكندرية. وسبب انعقاد هذا المجمع أن المسيحيين كانوا يحتفلون بعيد الغطاس ثم يصومون ابتداء من اليوم الذي يليه، ويفطرون في اليوم الثاني والعشرين من شهر أمشير. وبعد أيام يصومون أسبوع الآلام ثم يعيدون عيد القيامة المجيد.
ولمَّا قُدِّم القديس ديمتريوس بطريركاً على كرسي الإسكندرية، أنار الله عقله بالنعمة الإلهية، فقرأ كتب الكنيسة وشرح أكثرها. ووضع قواعد حساب الأصوام والأعياد المتنقلة التي نحتفل بها إلى وقتنا الحاضر. وأرسل منها نسخاً إلى الأب فيكتور بطريرك رومية والأب مكسيموس بطريرك أنطاكية والأب أغابيوس أسقف أورشليم.
ولمَّا وصلت هذه الرسالة إلى الأب فيكتور قرأها فاستحسنها كثيراً وجمع أربعة عشر عالماً من أساقفة كرسيه وجماعة من علماء القسوس، وفحصوها فأقرُّوها ونشروها في جميع بلادهم. وبذلك ترتَّب الصوم المقدس والفصح المجيد كما هو الآن في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.

لإلهنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

"تضرُّع الفقير يبلغ إلى أذنيّ الرب؛ فيجرى له القضاء سريعًا" (سفر يشوع بن سيراخ 21: 6)