اليوم السابع والعشرون من شهر هاتور المبارك
1. شهادة القديس يعقوب المُقطَّع.
2. تكريس كنيسة الشهيد بقطر.
1 ـ في هذا اليوم استشهد القديس يعقوب المُقطَّع، وكان من جنود سكراد بن صافور ملك الفرس، ولشجاعته واستقامته ارتقى إلى أسمى الدرجات في بلاط الملك. وكان له عند الملك حظوة ودالة، حتى أنه كان يستشيره في كثير الأمور. وبهذه الطريقة أمال قلبه عن عبادة السيد المسيح.
ولمَّا سمعت أمه وزوجته وأخته، أنه وافق الملك على اعتقاده، كتبن إليه قائلات: لماذا تركت عنكَ الإيمان بالسيد المسيح، واتبعت العناصر المخلوقة، وهى النار والشمس؟ ألا فاعلم أنك أنْ لبثتَ على ما أنت عليه تبرأنا منكَ وحسبناك كغريب عنَّا. فلمَّا قرأ الكتاب بكى وقال: إذا كنت بعملي هذا قد تغرَّبتُ عن أهلي وجنسي، فكيف يكون أمري مع سيدي يسوع المسيح. ثم ترك خدمة الملك وانقطع لقراءة الكتب المقدسة.
ولمَّا انتهى أمره إلى الملك دعاه إليه، وإذ رأى تحوُّله، أمر بضربه ضرباً موجعاً، وأنه إذا لم ينثنِ عن رأيه يُقطَّع بالسكاكين، فقطعوا أصابع يديه ورجليه، وفخذيه وساعديه، وكان كلما قطعوا عضواً من أعضائه يُرتِّل ويُسبِّح قائلاً: ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك. ولم يبقَ من جسمه إلاَّ رأسه وصدره ووسطه.
ولمَّا عَلِم بدنـو سـاعته الأخيـرة سـأل الـرب من أجل العالم والشعب لكى
يرحمهم ويتحنن عليهم، معتزراً عن عدم وقوفه أمام عزته بقوله: ليس لي رِجلان لكى أقف أمامك ولا يدان أبسطهما قدامك، وهوذا أعضائي مطروحة حولي، فاقبل نفسي إليك يارب. وللوقت ظهر له السيد المسيح وعزَّاه وقوَّاه فابتهجت نفسه. وقبل أن يُسلِّم الروح أسرع أحد الجند وقطع رأسه. فنال إكليل الشهادة. وتقدم بعض المؤمنين وأخذوا جسده وكفنوه ودفنوه.
فلمَّا سمعت أمه وأخته وزوجته بذلك فرحن وأتين إلى حيث الجسد وقبلنه وهن يبكين، ولفنه بأكفان فاخرة، وسكبن عليه أطياباً غالية.
وبُنيت له كنيسة ودير في زمن الملكين البارين أركاديوس وأنوريوس.
ولمَّا علم ملك الفرس بذلك وبظهور الآيات والعجائب من جسد هذا القديس وغيره من الشهداء الكرام، أمر بحرق سائر أجساد الشهداء في كل أنحاء مملكته، فأتى بعض المؤمنين وأخذوا جسد القديس يعقوب وتوجَّهوا به إلى أورشليم، ووضعوه عند القديس بطرس الرهاوى أسقف غزة، فظل هناك حتى ملك مُلك مرقيان الملك الذي اضطهد الأرثوذكسيين في كل مكان، فأخذ القديس بطرس الأسقف الجسد وحضر به إلى الديار المصرية، ومضى به إلى البهنسا، وأقام هناك في دير به رهبان قديسون.
وحدث فيما هم يسبحون وقت الساعة السادسة في الموضع الذي فيه الجسد المقدس، أن ظهر لهم القديس يعقوب مع جماعة من شهداء الفُرس واشتركوا معهم في الترتيل وبارَكوهم، وغابوا عنهم بعد أن قال لهم القديس يعقوب أن جسدى يكون ههنا كما أمر الرب.
ولمَّا أراد الأنبا بطرس الأسقف العودة إلى بلاده حمل الجسد معه. ولمَّا وصل إلى البحر اختطف من بين أيديهم إلى المكان الذي كان به.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.