السنكسار

اليوم الحادي عشر من شهر كيهك المبارك
1- نياحة القديس الأنبا بيجيمي.
2- إستشهاد القديس أبطلماوس الدندراوي.
3- تكريس بيعة الشهيد إقلاديوس بن أبطلماوس بأبوتيج.

1. في هذا اليوم تنيَّح القديس الأنبا بيجيمي. كان من أهل فيشا من كُرسي ميصيل. وفيما هو في الثانية عشرة من عمره، وكان يرعى غنم أبيه، ظهر له ملاك الرب في زي صبي وقال له: هلُمَّ بنا نمضي ونصير رُهباناً. فوافقه على ذلك، وأتيا إلى برية شيهيت إلى موضع به ثلاثة شيوخ. وحينئذٍ غاب الملاك عنه.
وأقام القديس عند هؤلاء الشيوخ أربعاً وعشرين سنة حتى تنيحوا. ثم ترك المكان وانطلق في الجبل مسيرة ثلاثة أيام. فظهرت له الشياطين في شبه وحوش وخنازير وثعابين، أحاطوا به يريدون افتراسه. فعرف ذلك بالروح، وصلَّى فتبددوا.
ثم أقام في وادٍ هناك ثلاث سنين يصوم أسبوعاً أسبوعاً. وفي آخِر كل أسبوع يأكل ملء قبضة يده تمراً مع قليل من الماء. وكانت صلاته: " أبانا الذي في السموات... "، يتلوها بالليل والنهار.
وصام مرة أربعين يوماً ومرة أخرى ثمانين يوماً حتى لصق جلده بعظامه. وعند ذلك أتى إليه ملاك بخبز ليأكل وماء ليشرب فلم يفرغ الخبز ولا الماء سنين كثيرة.
وبعد ذلك حضر له ملاك الرب في رؤيا الليل وأمره أن يعود إلى بلده. فذهب إليها وبنى مسكناً خارجاً عنها قليلاً، انفرد فيه للعبادة والنُّسك وصار انموذجاً صالحاً لكل من يراه. وكان أهل بلده يأتون إليه ويتغذون بتعاليمه الروحية.
وحمله في بعض الأيام ملاك الرب إلى أرض الفرات (1) لأن أهلها كانوا قد حادوا عن الطريق المستقيم، فردَّهم جميعاً إلى الإيمان، وعاد إلى موضعه.
وذات مرة كان يحمل القفاف إلى الريف ليبيعها، فتعب وجلس ليستريح، فحملته قوة اللـه ومعه القفاف إلى المكان الذي كان يقصده.
وفي أحد الأيام رأى القديس العظيم الأنبا شنوده عموداً مُنيراً جداً، وسمع صوتاً يقول له: هذا الأنبا بيجيمي، فقصد إليه ماشياً إلى أن وصل إلى بلده فعرفا بعضهما بإرشاد إلهي، ومكث عنده الأنبا شنوده أياماً، ثم عاد إلى ديره.
ولما قربت أيام انتقاله من هذا العالم، دعا خادمه وعرَّفه بذلك، وأمره أن يترك جسده في المكان الذي هو فيه. ثم أُصيب بحمى فرأى جماعةً من القديسين قد حضروا إليه، وأسلَم روحه بيد الرب فحملتها الملائكة وصعدوا بها وهم يُرتِّلون.
وكانت حياة هذا القديس سبعين سنة. أقام منها اثنتي عشرة سنة في العالم. وثمان وخمسين سنة في العبادة.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

2. في مثل هذا اليوم تذكار اأيضا إستشهد القديس أبطلماوس من أهل دندرة بغرب قنا كان وحيدا لوالديه ربياه تربية مسيحية وهذباه بالآداب الكنيسة . ولما أصبح شابا التقي بالقديس ببنوده السائح هذه المنطقة . فنصحه أن يذهب إلى أنصنا إلى عابد يدعي دوروثيئوس . وأنبأه بالتجارب التي ستصادفه وشجعه لكي يحتملها . ولما وصل إلى ذلك العابد نصحه أن يدخل مدينة ويعترف بالسيد المسيح . فينال إكليل الشهادة . فدخل المدينة واعترف أمام الوالي بالسيد المسيح فنال عذابات كثيرة وكان يحتمل صابرا أخيرا أمر الوالي بتعليقه على صارية عالية ثم طعنه أحد الجنود في عنقه ففاضت روحه ونال إكليل الحياة وحمله المؤمنون جسده الطاهر ودفنوه بإكرام جزيل . ولما انقضي زمن الاضطهاد بنو عليه كنيسة وظهرت من جسده آيات كثيرة.

بركة صلاته فلتكن معنا آمين .

3. في مثل هذا اليوم وفيه أيضا تعيد الكنيسة بتذكار تكريس بيعة الشهيد إقلاديوس بن أبطلماوس أخي الملك ملك أنطاكية . وهذه الكنيسة في بلدة باقور التابعة لمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط ومازالت هذه الكنيسة موجودة حتى الآن . أما خبر إستشهاده فتجده تحت اليوم الحادي عشر من بؤونه

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

(1) وفي نسخة أُخرى فاران.

"جَلاَلٌ وَبَهَاءٌ عَمَلُهُ، وَعَدْلُهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ" (سفر المزامير 111: 3)