اليوم الرابع والعشرون من شهر هاتور المبارك
1- تذكار الأربعة والعشرين قسيساً
2- استشهاد الاسقف نارسيس والقديسة تكلا
3- نياحة البابا بروكليس بطريرط القسطنطينية
1- في هذا اليوم تذكار الأربعة والعشرين قسيساً غير المتجسدين، كهنة الحق العالي الجالسين حول العرش، الذين هُم أَرفع وأَعظم من جميع القدِّيسين وكل طقوس الروحانيين لقُربهم من الله يشفعون في البشر، ويُقدِّمون لعزته تبارك وتعالى صلوات القدِّيسين، كبخور في مجامر ذهب بأيديهم. يرفعون فيها الصَّلوات والصَّدقات التي تُقدَّم إلى الله. كما يقول يوحنا الإنجيلي في الأبوغالمسيس ( الرؤيا ): " بعد هذا نظرت وإذا بابٌ مفتوحٌ في السَّماء، والصوت الأول الذي سمعته كبوقٍ يتكلم معي قائلاً: اصعد إلى هنا فأُرِيك ما لابُد أن يَصير بعد هذا. وللوقت صِرْتُ في الروح، وإذا عرشٌ موضوعٌ في السَّماءِ، وعلى العرش جالسٌ وكان الجالسُ في المنظر شِبْهَ حجر اليَشْبِ والعقيقِ، وقَوسُ قُزحَ حول العرش في المنظر شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. وحول العرش أربعةٌ وعشرونَ عرشاً. ورأيت على العروش أربعةً وعشرينَ شيخاً جالسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بثيابٍ بِيضٍ وعلى رؤوسِهم أكاليلُ من ذهبٍ(1) ... ولهُمْ كلِّ واحدٍ قيثاراتٌ وجاماتٌ من ذهبٍ مملوَّةٌ بخوراً هيَ صلـواتُ القديسـينَ "(2) الذيـن على الأرض يرفعونهـا إلى ضابط الكل.
قال وسمعتُ الأربعة الحيوانات يسبِّحون قائلين: " قدوس، قدوس، قدوس، الربُّ الإلهُ القادر على كل شيء الذي كان والكائن والذي يأتي ". وحينما تُعطي الحيوانات مجداً وكرامة وشكراً للجالس على العرش الحيِّ إلى أبد الآبدين، يخُر الأربعةُ والعشرونَ شيخاً قُدَّام الجالس على العرش ويسجدون للحيِّ إلى أبد الآبدين، ويطرحونَ أكاليلهم أمام العرش قائلين: " أنت مستحقٌ أيُّها الربُّ أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك أنت خلقتَ كلَّ الأشياء، وهيَ بإرادتك كائنة وخُلِقَتْ(1). وإذا خرج حكم من لدن الإله يخرون ويسجدون قائلين: " عظيمة وعجيبة هيَ أعمالك أيُّها الربُّ الإلهُ القادر على كل شيءٍ! عادلةٌ وحقٌّ هيَ طُرقُك يا ملك القدِّيسين! مَن لا يخافك ياربُّ ويُمجِّد اسمكَ؟ لأنك وحدكَ قدوسٌ، لأنَّ جميع الأُممِ سيأتونَ ويسجدونَ أمامكَ لأنَّ أحكامَكَ قد أُظهِرتْ "(2).
وقد رتب معلمو الكنيسة هذا العيد تذكاراً لهم.
شفاعتهم تكون معنا امين.
2- في مثل هذا اليوم أيضا من سنة 59 للشهداء سنة 343م أستشهد الأب القديس نارسيس أسقف سلوكية بالميصة فيما بين النهرين . في عهد سابور الثاني ملك الفرس وإستشهدت أيضا معه الشهيدة القديسة تكلا . ومعهم نحو عشرين شهيدا ،
بركة صلواتهم فلتكن معنا آمين .
3- في مثل هذا اليوم أيضا من سنة 163 للشهداء سنة 447 م تنيح الأب القديس بروكلس بطريرك القسطنطينية ولد هذا القديس بالقسطنطينية نحو سنة 390 م نشأ على حياة التقوى ولعلمه ومعرفته احبه الشعب ورسم كاهنا . ثم رسمه البابا سيسينيوس تدخل الإمبراطور ثيؤدوسيوس لإقامة السطور بطريركا خلفا له .وكان القديس بروكلس حاضرا مجمع أفسس سنة 421م الذي حرم نسطور ثم أقيم مكسيميانوس بطريركا على القسطنطينية خلفا لنسطور ولم يدم طويلا إذ تنيح سنة 434م فأجمع الكل على إختيار بروكلس بطريركا على القسطنطينية وجاءته رسائل تهنئة من البابا كيرلس الأول عمود الدين وبقية البطاركة . استلم عقب الاضطرابات التي حدثت بعد قطع نسطور فعالج الموقف بحكمة واتضاع وقد حافظ هذا القديس على العقيدة وكان يكتب رسائل رعوية لشعبه موضحا لهم فيها حقائق العقيدة السليمة حاثا إياهم على التمسك القديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي وقد مدح رسائل القديس كيرلس الكبير وقال عنها " أنها تمثل دستورا كاملا لإيمان الكنيسة الجامعة " وقال عن شخصيته بأنه رجل مملوء تقوي متمرن بكمال في نظام الكنيسة وحافظ القوانين بدقة . قام أيضا هذا القديس بنقل جسد القديس يوحنا ذهبي الفم من منفاه في كومانا إلى كنيسة الرسل بالقسطنطينية . حدثت في أيامه زلازل أصابت بعض البلاد المجاورة له وبأبوة حانية قدم لأهل تلك البلاد ما أمكن له من المساعدات وأكثر من النسك والصلاة والصوم ليرفع الله غضبه كما ذهب بنفسه إلى هذه الأماكن وكان يجول بين المنكوبين ويشاركهم في آلامهم إلى أن رفع الله التجربة . بعد أن أكمل جهاده الصالح تنيح بسلام ،
بركة صلواته فلتكن معنا ولربنا المجد دائمًا أبديا آمين .
(1) رؤيا 4 : 1 ـ 4 .
(2) رؤيا 5 : 8 .
(1) رؤيا 4 : 8 ـ 11 (2) رؤيا 15 : 3 و4 .