تاريخ الكنيسة
إن التأريخ لإنشاء كنيسة، سواء أكان ذلك داخل مصرنا الغالية أو خارجها، ما هو إلا تسطير لإرادة الرب ومشيئته فى بناء بيعته على عُمد من إيمان أبنائه وغيرتهم عليها، لأنه « إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون » (مز 127: 1)
ورحلة بناء كنيسة القديس العظيم مارمرقس للأقباط الأرثوذكس بدولة الكويت، والتى بدأت منذ عام 1959 فى عهد المتنيح القديس البابا كيرلس السادس، وما صاحبها من مشاعر محبة وود صادقين من صاحب السمو المرحوم الشيخ/ عبد الله السالم الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله، وولى عهده الأمين وحكومته الرشيدة. تلك المشاعر التى تُرجمت إلى أفعال وقرارات وامتدت وتواصلت فى عهد كل حكام الكويت الكرام شاهدة على مؤازرة رب المجد للجهود الجبارة التى بذلها العديد من أبناء الكنيسة الغيورين حتى وصلت الكنيسة إلى ما هى عليه الآن.
وستظل الكنيسة تذكر تلك المشاعر وتلك الجهود داعية لهم بأن يكافئهم الله عن تعب محبتهم ببركة صلوات صاحب القداسة والغبطة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، وبصلوات شريكه فى الخدمة الرسولية صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا أنطونيوس مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى.
المكتبات
مجموعة ضخمة من الملفات الصوتية والفيديوهات والصور والكتب والكثير ..
المكتبة الصوتية
الاف العظات والقداسات والالحان والترانيم لمجموعة كبيرة من الاباء والمرنمين
مكتبة الصور
اكبر مكتبة من الصور لكنيسة مارمرقس والاباء والزيارات التاريخية والاحتفالات
مكتبة الكتب
مكتبة كاملة من الكتب للاباء تغطي كافة الموضوعات موجودة في صيغة PDF
مكتبة الفيديوهات
مجموعة كبيرة من الفيديوهات الحصرية تشمل قداسات وعظات واحتفالات وزيارات
مكتبة البوربوينت
مكتبة شاملة لكل القداسات والالحان والترانيم والمناسبات الكنسية مع امكانية التحميل بسهولة
مجلة ينبوع المحبة
هى مجلة مطبوعة يصدرها اجتماع ابوسيفين للخريجين وحديثي الزواج وهى موجه للشباب وتحمل موضوعات متنوعة ويمكن تحميلها
السنكسار
اليوم السابع عشر من شهر برمهات المبارك
1- نياحة لعازر حبيب الرب
2- نياحة القديسين جرجس العابد وبلاسيوس الشهيد والأنبا يوسف الأسقف
3-نياحة الأنبا باسيليوس مطران القدس
4- إستشهاد سيدهم بشاى بدمياط
1- فى مثل هذا اليوم تنيح الصديق البار لعازر حبيب الرب يسوع. وهو أخو مرثا ومريم التى دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها. وحدث لما مرض لعازر أنهما أرسلتا إلى السيد المسيح قائلتين: " يا سيد هوذا الذى تحبه مريض. فلما سمع يسوع قال: هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد إبن الله به. وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر " ولكنه أقام فى الموضع الذى كان فيه يومين لتعظيم الآية.
ثم بعد ذلك قال لتلاميذه: " لنذهب إلى اليهودية أيضاً. قال له التلاميذ يا معلم الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضاً إلى هناك. أجاب يسوع أليست ساعات النهار إثنتى عشرة، إن كان أحد يمشى فى النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم. ولكن إن كان أحد يمشى فى الليل يعثر لأن النور ليس فيه " وبعد ذلك قال لهم: " لعازر حبيبنا قد نام. لكنى أذهب لأوقظه فقالوا: إن كان قد نام فهو يشفى. وكان يسوع يقول عن موته. وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم. فقال لهم يسوع علانية: لعازر قد مات. وأنا أفرح لأجلكم أنى لم أكن هناك لتؤمنوا. ولكن لنذهب إليه ".
فلما أتى السيد إلى بيت عنيا القريبة من أورشليم وقف أمام القبر وقال: " ارفعوا الحجر. فقالت له مرثا أخت الميت: يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام. فقال لها يسوع ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله. فرفعوا الحجر وصلى إلى الآب ثم صرخ بصوت عظيم: لعازر هلم خارجاً. فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب ".(1)[1]
وكان ذلك لبيان حقيقة موته، فلا يظن أحد أن ذلك حيلة بإتفاق سابق. ولهذا قد عظمت الآية فآمن كثيرون.
صلاة هذا البار تكون معنا. آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم أيضاً تعيد الكنيسة بتذكار القديسين جرجس العابد وبلاسيوس الشهيد والأنبا يوسف الأسقف.
صلاتهم تكون معنا آمين.
3- وفى مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 1615 ش (26 مارس 1899 م) تنيح الأب العظيم الأنبا باسيليوس مطران القدس. ولد هذا الأب سنة 1818م ببلدة الدابة بمركز فرشوط بمديرية قنا من والدين تقيين، فأرضعاه لبن الفضيلة من صغره، كما علماه القراءة والكتابة منذ حداثته. فشب على حب الكمال والفضيلة.
ولما بلغ خمساً وعشرين سنة قصد دير الأنبا أنطونيوس ولبس زى الرهبنة فى سنة 1559 للشهداء وقمصاً سنة 1568 ثم أقاموه رئيساً للدير، فأحسن الإدارة المقرونة باللطف والوداعة والحكمة، مما جعل المطوب الذكر الأنبا كيرلس الرابع يرسمه مطراناً على القدس، وكان يتبعه أبرشيات القليوبية والشرقية والدقهلية والغربية ومحافظات السويس ودمياط وبورسعيد.
وقد أظهر من الحزم فى تدبير شئون هذه الأبرشيات ما جعله موضع فخر وإعجاب الأقباط. وكانت كل مساعيه منصرفة إلى بناء الكنائس فى أنحاء أبرشيته، ومشترى وتجديد الأملاك والعقارات فى يافا والقدس. وله فى ذلك مآثر جليلة تنطق بفضله وكان محبوباً من جميع سكان الديار الشامية والفلسطينية على إختلاف مشاربهم وأديانهم، لا سيما حكام القدس، وذلك لسياسته الحكيمة وأخلاقه القويمة.
وفى أيامه حصلت منازعات من الأثيوبيين حيث إدعوا ملكيتهم لدير السلطان بالقدس وبفضل هذا الأب ويقظته لم يتمكنوا من تثبيت ملكيتهم. وقد حضر رسامة البابا ديمتريوس الثانى وهو الحادى عشر بعد المائة والبابا كيرلس الخامس وهو الثانى عشر بعد المائة. وقضى أيامه فى سعي متواصل لما فيه خير شعبه وتنيح بسلام.
صلاته تكون معنا. آمين.
4- وفى مثل هذا اليوم أيضاً تحتفل الكنيسة بتذكار إستشهاد القديس سيدهم بشاى بدمياط فى يوم 17 برمهات سنة 1565 ش (25 مارس سنة 1844م) لإحتماله التعذيب على إسم السيد المسيح حتى الموت. وكان إستشهاده سبباً فى رفع الصليب علناً فى جنازات المسيحيين.
فقد كان هذا الشهيد موظفاً كاتباً بالديوان بثغر دمياط فى أيام محمد على باشا والي مصر وقامت ثورة من الرعاع بالثغر، وقبضوا على الكاتب سيدهم بشاى وإتهموه زوراً أنه سب الدين الإسلامى وشهد عليه أمام القاضى الشرعى بربرى وحمَّار. فحكم عليه بترك دينه أو القتل. ثم جلده وأرسله إلى محافظ الثغر. وبعد أن فحص قضيته حكم عليه بمثل ما حكم به القاضى. فتمسك سيدهم بدينه المسيحى واستهان بالقتل، فجلدوه وجروه على وجهه من فوق سلم المحافظ إلى أسفله، ثم طاف به العسكر بعد أن أركبوه جاموسة بالمقلوب فى شوارع المدينة، فخاف النصارى وقفلوا منازلهم.
أما الرعاع فشرعوا يهزأون به ويعذبونه بالآت مختلفة إلى أن كاد يسلم الروح. فأتوا به إلى منزله وتركوه على بابه ومضوا فخرج أهله وأخذوه. وبعد خمسة أيام إنطلق إلى السماء.
وكان موته إستشهاداً عظيماً، وصار النصارى يعتبرونه من الشهدء القديسين وإجتمعوا على إختلاف مذاهبهم، وإحتفلوا بجنازته إحتفالاً لم يسبق له مثيل، حيث إحتفل بتشييع جثمانه جهراً. فتقلد النصارى الأسلحة ولبس الكهنة ملابسهم وعلى رأسهم القمص يوسف ميخائيل رئيس شريعة الأقباط بدمياط –وإشترك معه كهنة الطوائف الأخرى. وساروا به فى شوارع المدينة وأمامه الشمامسة يحملون أعلام الصليب ثم أتوا به إلى الكنيسة وأتموا فروض الجنازة، وصار الناس يستنكرون فظاعة هذا الحادث الأليم، ويتحدثون بصبر الشهيد سيدهم، وتحمله العذاب بجلد وسكون.
ثم تداول كبار الشعب المسيحى بثغر دمياط لتلافي هذه الحوادث مستقبلاً. فقرروا أن يوسطوا قناصل الدول فى ذلك لعرض الأمر على والي البلاد، والبابا بطريرك الأقباط، ورفعوا إليهما التقارير المفصّلة.
وتولى هذا الموضوع الخواجة ميخائيل سرور المعتمد الرسمى لسبع دول بثغر دمياط.
فاهتم والي مصر بالأمر وأرسل مندوبين رسميين لفحص القضية. فأعادوا التحقيق وتبين منه الظلم والجور الذى حل بالشهيد العظيم. وإتضح إدانة القاضى والمحافظ. فنزعوا عنهما علامات الشرف ونفوهما بعد التجريد. وطلبوا- للترضية وتهدئة الخواطر- السماح برفع الصليب جهاراً أمام جنازات المسيحيين، فأذن لهم ذلك فى ثغر دمياط، إلى أن تعمم فى سائر مدن القطر فى عهد البابا كيرلس الرابع.
بركة إيمان هذا الشهيد العظيم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
[1] (1) يو 11: 1-45
القراءات اليومية
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي (39 : 12 ، 12 )
اسْتَمِعْ صَلاتي وتضرعي وأنصت إلى دُمُوعي ولا تسكُت عني. لأنِّي أنا غريبٌ على الأرض ومجتازٌ مِثلُ جَميع آبائي. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 18 : 1 ـ 8 )
ثُمَّ قال لهُم مثلاً لكي يصلوا كُلَّ حين ولا يملوا، قائلاً: " كان في مدينةٍ قاضٍ لا يخافُ اللَّـهَ ولا يستحي مِن النَّاس. وكان في تلكَ المدينةِ أرملةٌ. وكانت تأتي إليهِ قائلةً: أنتقم لي ممَن ظلمني!. ولم يكُن يشاء إلى زمان. وبعد ذلك قال في نفسهِ: إن كُنتُ لا أخافُ اللَّـهَ ولا أستحي مِن النَّاس، فمِن أجل أنَّ هذه الأرملةَ تُتعبني، أنتقم لها، لكي لا تأتي دائماً وتُتعبني! ". ثُمَّ قال الربُّ: " اسمعُوا ماذا يقُول قاض الظُّلم. أفلا يُنتقم اللَّـهُ لمُختاريه، الذين يصرخون إليه النهار والليل، وهو مُتمهِّلٌ عليهم؟ نعم أقُول لكُم: إنَّهُ ينتقم لهُم سريعاً! ولكن إذا جاء ابنُ الإنسان، أترى يجدُ الإيمانَ على الأرض؟ ".
( والمجد للَّـه دائماً )
باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 102 : 1 ، 2 )
ياربُّ استمعْ صَلاتي، وليصعد أمامك صُراخي، لا تصرف وجهكَ عنِّي. وأنت ياربُّ إلى الأبد ثابت، وذكرُك إلى أجيال الأجيال. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 21 : 33 ـ 46 )
" اسمعُوا مثلاً آخر: كان إنسانٌ ربُّ حقل غرس كرماً، فأحاطهُ بسياج، وحفر فيهِ معصرةً، وبنى فيهِ بُرجاً، وسلَّمهُ إلى كرَّامين وسافرَ. ولمَّا قرُبَ أوان الثمر أرسل عبيدهُ إلى الكرَّامين ليأخذوا أثمارهُ. فأخذَ الكرَّامُون عبيدهُ فجلدُوا بعضاً وقتلُوا بعضاً ورجمُوا بعضاً. ثُمَّ أرسلَ عبيداً آخرين أكثر مِن الأوَّلين، فصنعوا بهم كذلك. وأخيراً أرسل إليهمُ ابنهُ قائلاً: إنهم يهابُون ابني! فلمَّا رأى الكرَّامُون الابن قالوا فيما بينهُم: هذا هو الوارثُ! فتعالوا نقتُلهُ ونأخُذ ميراثهُ! فأخذُوهُ وأخرجُوهُ خارجَ الكرم وقتلُوهُ. فمتى جاء ربُّ الكرم، فماذا يفعلُ بأُولئك الكرَّامين؟ " فقالوا لهُ: " إنه بالرديء يُهلك ( أُولئك ) الأردياءُ، ويُسلِّمُ الكرم إلى كرَّامين آخرين يؤدون لهُ أثماره في حينه ". فقال لهُم يسوعُ: " أما قرأتُم قطُّ في الكُتُب: أن الحجر الذي رذله البنَّاؤُون قد صار رأس الزَّاوية؟ مِن قبل الربِّ كان هذا وهو عجيبٌ في عُيُوننا! ولذلك أقولُ لكُم: إنَّ ملكُوت اللَّه يُنزعُ مِنكُم ويُسلم لأُمَّةٍ أخرى تصنع أثمارهُ. فمَن سقط على هذا الحجر يَترضَّضُ، ومَن يسقط هو عليهِ يسحقُهُ! ". فلمَّا سمع رؤساءُ الكهنةِ والفرِّيسيُّون أمثالهُ، علموا أنَّهُ تكلَّم عليهم. وإذ كانُوا يطلُبُون أن يُمسكُوهُ، خافُوا مِن الجمع، لأنَّهُ كان عندهُم كنبي. ( والمجد للَّـه دائماً )
القـداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي
( 2 : 1 ـ 17 )
ونسألُكُم أيُّها الإخوةُ مِن جهةِ مجيء ربِّنا يسوعَ المسيح واجتماعنا إليهِ، أن لا تتزعزعُوا سريعاً عن ذهنكُم، ولا ترتاعُوا، لا برُوح ولا بكلمةٍ ولا برسالةٍ كأنَّها مِنَّا: كأنَّ قد حضر يوم الرب. لا يخدعنَّكُم أحدٌ على طريقةٍ ما، لأنَّهُ لابد أن يسبق الارتداد أوَّلاً، ويظهر إنسانُ الخطيئة، ابنُ الهلاك، المُعاند المُترَّفع فوق كُلِّ مَن يُدعى إلهاً أو معبُوداً، حتى إنَّهُ يجلسُ في هيكل اللَّـهِ مُظهراً نفسهُ أنَّهُ إلهٌ. ألا تذكُرُون أنِّي لمَّا كُنتُ عندكُم، قُلت لكُم هذا؟ والآن قد علمتم ما يُحجز حتى يُستعلَنَ في وقتهِ. لأنَّ سرَّ الإثم الآن يعملُ فقط، إلى أن يُرفع مِن الوسط الذي يحجزُ الآن، وحينئذٍ يُستعلن الأثيمُ، الذي سيبيدهُ الربُّ يسوع برُّوح فمهِ، ويُبطلُهُ بظُهُور مجيئهِ. الذي مجيئُهُ بعمل الشَّيطان، بكُلِّ قُوَّةٍ، وكُل آيات وعجائب كاذبةٍ، وبكُلِّ خديعةِ الظُّلم، في الهالكين، لأنَّهُم لم يقبلُوا محبَّة الحقِّ حتى يخلُصُوا. ولذلك يُرسل اللَّـه إليهم عمل الضَّلال، حتى يُصدِّقُوا الكذب، ويُدان جميعُ الذين لم يُؤمنوا بالحقِّ، بل ارتضوا بالإثم.
أمَّا نحنُ فيجب علينا أن نشكُر اللَّه كُلَّ حين مِن أجلكُم أيُّها الإخوةُ المحبُوبُون من الربِّ، لأنَّ اللَّه اختاركُم باكورة للخلاص، بتقديس الرُّوح وتصديق الحقِّ. للذي دعاكُم إليهِ بإنجيلنا، لاقتناء مجد ربِّنا يسوع المسيح. فأثبتُوا إذاً أيُّها الإخوةُ وتمسَّكُوا بالتقاليد التي تعلَّمتُمُوها، إما بكلامنا وإما برسالتنا. وربُّنا يسوعُ المسيح نفسهُ، واللَّهُ أبُونا الذي أحبَّنا وأعطانا عزاءً أبدياً ورجاءً صالحاً بالنِّعمةِ، يُعزِّي قُلُوبكُم ويُثبِّتكُم في كُلِّ كلامٍ وعملٍ صالحٍ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
( 3 : 1 ـ 18 )
هذه رسالةً ثانيةً أكتُبُها إليكُم يا أحبائي، التي فيها أُنهض بالتَّذكرة ذهنكُمُ النَّقيَّ، لتذكُرُوا الأقوال التي قالها سابقاً الأنبياءُ القدِّيسُون، ووصيَّة رسل ربنا ومُخلِّصنا، عالمين هذا أوَّلاً: أنَّهُ سيأتي في آخر الأيَّام قومٌ مُستهزئُون، يسلكون على حسب شهواتهم، قائلين: " أين هو موعدُ مجيئهِ؟ لأنَّهُ مُنذ رقد الآباءُ هكذا يبقي الكُلّ كما كان مُنذ بدء الخليقة ". لأنَّ هذا يَخفي عليهم بإرادتهم: أنَّ السَّمَوات كانت مُنذ القديم، والأرض القائمة مِن الماء وفي الماء بكلمة اللَّه وبتلك أغرق في الطوفان العالم الذي كان حينئذٍ فهلك. أمَّا السَّمَواتُ والأرضُ التي هي الآن، فإنها مذخورة بتلك الكلمةِ عينها، ومحفُوظةً للنَّار إلى يوم الدِّين وهلاك النَّاس المُنافقين.
ولكن أيُّها الأحبَّاء ينبغي أن لا يُخفى عليكُم أمرٌ وهو: أنَّ يوماً واحداً عند الربِّ كألف سنةٍ، وألف سنةٍ كيوم واحدٍ. إن الربِّ لا يُبطئ بوعده كما يظن قومٌ أنَّهُ سيتباطىء، لكنَّهُ يتأنَّى عليكُم، وهو لا يُريد أن يهلك أحدٌ، بل أن يُقبل الجميعُ إلى التَّوبةِ. ولكن سيأتي يوم الربِّ كسارق، الذي فيهِ تزُولُ السَّمَواتُ بضجيج، وتنحلُّ العناصرُ مُحترقةً، وتحترقُ الأرضُ والمصنُوعاتُ التي فيها.
فإن كانت هذه ستنحل، فأي سيرة مُقدَّسةٍ وتقوى يجب عليكُم أن تتصرفوا فيها؟ مُنتظرين ومستعجلين مجيء يوم ظهور الرب، الذي به تحترق السَّمَوات وتنحلُّ العناصر وتضطرم وتذُوب. ولكنَّنا بحسب وعده ننتظرُ سمَوات جديدةً، وأرضاً جديدةً، يسكُنُ فيها البرُّ.
لذلك يا أحبائي فيما ننتظر هذه، فاجتهدُوا أن تُوجدوا لديه في السلام بلا دنس ولا عيبٍ، واحسبُوا أناة ربِّنا خلاصاً، كما كتبَ إليكُم أيضاً أخُونا الحبيبُ بولسُ على حسب الحكمةِ التي آوتها، كما في رسائله كُلِّها أيضاً، مُتكلِّماً فيها عن هذه الأُمُور، التي فيها أشياءُ عسرةُ الفهم، يُحرِّفُها الذين لا علم لهُم وغير الثَّابتين، كباقي الكُتُب، التي تسوقهم إلى هلاكهُم.
فأنتُم إذاً يا إخوتي، إذ قد سبقتُم فعلمتُم، فتحفظوا لئلا تنقادُوا بضلال الجهال، فتسقُطُوا مِن ثباتكُم. وانمُوا في نعمة ومعرفة ربِّنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح. الذي لهُ المجدُ الآن وإلى يوم الدَّهر. آمين.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،
وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 26 : 19 ـ 27 : 1 ـ 8 )
فمِن ثَمَّ أيُّها المَلكُ أغريباسُ لم أكُن مُعانداً للرُّؤيا السَّماويَّة، بل بشرت أوَّلاً الذين في دمشق، وأُورُشليم وأرض اليهوديَّة كُلها، ثُمَّ الأُمم، أيضاً بأن يتُوبُوا ويرجعُوا إلى اللَّهِ عاملين أعمالاً تليقُ بالتَّوبة. ولذلك امسكني اليهودُ في الهيكل وحاولوا أن يضعوا أيديهم عليَّ. لكني حصلتُ على عون مِن اللَّـهِ، وقفت إلى هذا اليوم، شاهداً للصَّغير والكبير. ولم أقُل شيئاً غير ما قالهُ الأنبياءُ ومُوسى أنَّهُ عتيدٌ أن يكُون: مِن أن المسيح سيتألم، ويكُون أوَّل قيامةِ الأموات، مُزمعاً أن يُبشر بنُور للشَّعب وللأُمم.
فلمَّا قال هذا، قال فستوسُ بصوت عظيم: " قد جُننت يا بولس! الكُتُبُ الكثيرةُ تُحوِّلُك إلى الجُنُون! ". فقال: " إنِّي لستُ بمجنون أيُّها العزيزُ فستوسُ، ولكني أنطق بأقوال الحقِّ والحكمة. والمَلك الذي أنا بين يديهِ أتكلم بجرأة هو عارف بهذه الأُمُور، ولا أظن أن يَخفي عليهِ شيءٌ مِنها، لأنَّ ذلك لم يحدث في زاويةٍ. هل تُؤمن بالأنبياء أيُّها المَلك أغريباس؟ أنا أعلمُ أنَّك تُؤمنُ بهم ". فقال أغريباسُ لبولس: " إنك بقليل تُقنعُني أن أصيرَ مسيحياً ". فقال بولسُ: " كُنتُ أُصلِّي للَّهِ أنَّهُ بقليل وبكثير، ليس أنت فقط، بل أيضاً جميعُ الذين يسمعُونني اليوم، يصيرُون هكذا كما أنا، ما خلا هذه القُيُود ".
فنهض المَلك والوالي وبَرنيكي والجالسُون معهُم، وفيما هُم مُنصرفون تحادثوا فيما بينهُم قائلين: " إنَّ هذا الرَّجُل لم يصنع شيئاً يستوجب الموت أو القُيُود ". فقال أغريباسُ لفستُوس: " كان يُمكنُ أن يُطلق هذا الرَّجُل لو لم يكُن قد رفع دعواهُ إلى قيصر ".
ولمَّا حُكم أن نُقلع إلى إيطاليا، سلَّمُوا بولسَ وقوماً آخرين مُقيدين إلى قائد مئةٍ اسمهُ يوليوسُ مِن فرقةِ سبسطية. فركبنا سفينةٍ أدراميتينيَّةٍ، وأقلعنا مُزمعين أن نُسافر مارِّين بالمواضع التي في أسيَّا. وكان معنا أرسترخُسُ المكدوني مِن تسالُونيكي. وفي اليوم الآخر وصلنا إلى صيدا، فعاملَ يوليوسُ بولسَ برِّفق، وأذن لهُ أن يذهب إلى أصدقائهِ ليحصُل على عنايةٍ منهُم. ولمَّا أقلعنا مِن هُناك سافرنا مِن جهة قُبرُس، لأنَّ الرِّياح كانت مُضادَّةً لنا. وإذ أقلعنا في اللجة التي قبالة كيليكيَّة وبمفيليَّة، أتينا إلى لسترة التي لكيليكيَّة. وهناك وجَد قائدُ المئةِ سفينةً مِن الإسكندريَّة سائرة إلى إيطاليا فأصعدنا إليها. فسرنا سيراً بطيئاً أيَّاماً كثيرةً، وبالجهد بلغنا قبالة كنيدُس، لأنَّ الرِّيحُ كانت تمنعنا، فسرنا إلى كريت مُقابل سلمُونة. ولمَّا تجاوزناها بالجهدِ جئنا إلى موضع يُسمى " المواني الحسنةُ " التي بقُربها لاسية.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 5 ، 6 )
يُحبُّ الرَّحمة والحُكم، امتلأَت الأرضُ مِن رَحمةِ الرَّبِّ. بكلمةِ الرَّبِّ تشددت السَّمَواتُ، وبرُّوح فيهِ كُلُّ قُواتها. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 5 : 1 ـ 18 )
وبَعْدَ هذا كَانَ عيد اليهود، فصَعِدَ يسوعُ إلى أُورُشليمَ. وكان في أورشليمَ عندَ (باب) الضَّأنِ بِركَةٌ تُسمَّى بالعبرانيَّةِ " بيتُ صيدا " لها خمسةُ أروقةٍ. وفي هذه كانَ مطروحاً جموع من المرضَى عُمي وعُرج ويابسون، وكانوا يتوقَّعونَ تحريك الماءِ. وكانَ ملاك ينزل كل أوان في البِركَةِ ويحرِّكُ الماءَ. وكلُّ مَن ينزلُ أولاً بعد تحريكِ الماءِ يبرأُ مِن كلِّ مرضٍ بهِ. وكانَ هُنَاكَ رجلٌ قد قضى ثمانٍ وثلاثينَ سنةً في مرضهِ. فلمَّا رآى يسوع هذا مُضطجعاً، وعَلِمَ أنَّهُ قضى زماناً كثيراً، قالَ لهُ: " أتُريدُ أنْ تبرأَ؟ " أجابهُ المريضُ وقال: " يا سيِّدُ، ليس لي إنسانٌ حتى إذا تحرَّكَ الماءُ يُلقيني في البِركَةِ. فبينما أنا آتٍ، ينزلُ قُدَّامي آخَرُ ". قالَ لهُ يسـوعُ: " قُم. احمِلْ سريرَكَ وامشِ ". فللوقت برأ الإنسان وحملَ سريرهُ ومشَى وكان ذلكَ اليوم سبتاً.
فقال اليهودُ للذي شُفي: " إنَّهُ سبتٌ! لا يحلُّ لكَ أن تحمِلَ سريرَكَ ". فقال لهم: " إنَّ الذي أبرأني هو الذي قال لي: احمِل سريرَكَ وامشِ ". فسألوهُ: " مَن هو الإنسانُ الذي قال لكَ: احمِل سريرَكَ وامشِ؟ ". أمَّا الذي شُفيَ فلم يكن يعلمُ مَن هو، لأنَّ يسوع كان قد خرجَ، إذ كان في ذلكَ الموضِع جمعٌ. وبعدَ هذا وجدهُ يسوعُ في الهيكلِ فقال لهُ: " ها قد بَرِئْتَ، فلا تُخطئ بعد، لئلاَّ يكونَ لكَ شراً أكثر ". فذهب الإنسان وقالَ لليهودِ: أنَّ يسوعَ هو الذي أبرأني. فمِن أجل هذا كانَ اليهودُ يضطهدونَ يسوعَ، لأنَّهُ كان يصنع هذا في السبتِ. فقال لهُم يسوعُ: " أبي يعملُ حتَّى الآنَ وأنا أيضاً أعملُ ". فمِن أجلِ هذا كانَ اليهودُ يطلبونَ أنَّ يقتلوهُ، ليس لأنَّهُ يَنقُض السَّبتَ فقط، بلْ لأنَّهُ كانَ يقولُ إنَّ اللَّه أبي، مُساوياً نفسهُ باللَّه.
( والمجد للَّـه دائماً )
صـلاة المسـاء
مزمور المساء
من مزامير أبينا داود النبي ( 141 : 1 )
بصَوتي إلى الرَّبِّ هتفت، بِصَوتي إلى الرَّبِّ تَضَرَّعتُ. أسْكُبُ أمَامَهُ تَوَسُّلِي، وحزني قُدَّامهُ أُفرغُ. هللويا
إنجيل المساء
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 9 : 1 ـ 8 )
فركب السَّفينةَ وجاء إلى العبر ودخل مدينتهِ. وإذا مخلعٌ قدموهُ إليه مطرُوحاً على سرير. فلمَّا رأى يسوعُ إيمانُهم قال للمخلع: " ثِقْ يا بُنيَّ. مغفُورةٌ لك خطاياكَ ". وإذا بقومٌ مِن الكتبةِ قالوا في نفوسهم: " إن هذا يُجدِّفُ! ". فاستطلع يسوعُ أفكارهُم، وقال: " لماذا يُخامر الشر قُلُوبكُم؟ أيُّهما أيسرُ، أن يُقال: مغفُورةٌ لك خطاياكَ، أم أن يُقال: قُم وأمش؟ ولكي تعلمُوا أنَّ لابن الإنسان سُلطان على الأرض أن يغفر الخطايا ". حينئذٍ قال للمخلع قُم فاحمل سريرك واذهب إلى بيتكَ! " فقامَ وذهب إلى بيتهِ. فلمَّا رأى الجُمُوعُ ذلك خافوا ومجَّدُوا اللَّهَ الذي أعطى النَّاس سُلطاناً مِثل هذا.
( والمجد للَّـه دائماً )
"مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10: 31)