أتركها هذه السنة أيضا - لنيافة الانبا موسى

 

من إنجيل معلمنا لوقا :

 

ثم ضرب هذا المثل: كان عند أحدهم شجرة تين مغروسة فى كرمة فجاءها طلباً للثمر، فما وجد شيئاً. فقال للمزارع هذه ثلاث سنين وأنا اقصد هذه التينة طلباً للثمرة فلا أجد شيئاً، اقطعها، لماذا تتركها تعطل الأرض؟

 

ولكن المزارع اجابه قائلاً: يا سيد اتركها هذه السنة أيضاً، حتى انقب التربة من حولها واضع سماداً. فلعلها تنتج ثمراً أو إلا، فبعد ذلك تقطعها.

 

فى هذا المثل يتحدث السيد المسيح عن صاحب كرم وهذا الكرم هو (أنا، وأنت)، وفيه (وفى هذا الكرم) توجد شجرة تين مغروسة من 3 سنوات ولا تأتى ثمر فقال له صاحب الكرم لماذا تعطل الأرض؟ اقلعها وازرع مكانها شيئاً اخر ولكن الكرام دائماً ما يكون حنون على زرعه لأنه هو الذى نقب وزرع.

 

فقال له: أتركها هذه السنة أيضاً، انقب حولها، واضع ذبلاً، فإن صنعت ثمراً وإلا فبعد ذلك نقطعها.

  

● الكرمة: ترمز إلى كل إنسان منا.

 

● الثلاث سنين: ترمز إلى مراحل العمر (الطفولة، الشباب، الرجولة).

 

فقد يحاول الله أن يدعو الإنسان وهو طفل فلا يسمع، وهو شباب فلا يسمع، وهو رجل فأيضاً لا يسمع.

 

وهنا يقول العدل الإلهى: أقطعها، ولكن الرحمة الإلهية تقول : أتركها هذه السنة أيضاً وهنا يقول الرب لكل إنسان منا ها أنا أعطيك سنة جديدة، فماذا أنت تصنع أيها الكرام فى حياتك؟

  

ثلاث أشياء :

 

أ- تنقية.        ب- تغذية.           ج- إثمار.

 

أ- التنقية :

 

فالكرام ينقى التربة حول الزراعة فإن كان هناك شوك ينزعه أو حشائش ضارة تمتص غذاء الزراعة أيضاً من حولها وبذلك تتغذى الزراعة جيداً وتثمر.

 

وأيضاً عندما ينقب يعرض هذه التربة للشمس، وإذا كان هناك أيضاً بعض الحجارة تمنع الجذر من النمو يأخذها ويرميها بعيداً.

والحشائش والأشواك هنا ترمز إلى شهوات العالم، والحجارة ترمز إلى الخطايا المحجوبة التى تعطل الحياة الروحية.

  

فماذا تريد أن أفعل يارب؟ قال نقى ونظف :

 

أولاً:

 

حاسب نفسك فى كل سنة.                  حاسب نفسك فى كل شهر.

حاسب نفسك فى كل أسبوع.               حاسب نفسك فى كل يوم.

حاسب نفسك عند الخطأ.                     حاسب نفسك فى أثناء الخطأ.

حاسب نفسك قبل الخطأ.

وإن حاسبت نفسى قبل الخطأ فلن أخطئ وهذه هى الوقاية (خير من العلاج).

 

وهذه على عملية التنقية والتنظيف، فإن وجدت أى افات وتعرضت للشمس سوف تموت وأى اعشاب سوف تنقطع من خلال محاسبة النفس.

  

● كل سنة:

 

يجب أن نحاسب أنفسنا، كيف؟ وعن ماذا؟

 

وهذه تراها فى رشم الكنيسة الطفل بالميرون، بمقتدها تعطينا الكنيسة كشف حساب.

 

 فهى ترشم صليب للرأس حتى أحاسب نفسى على أفكارى.

 وترشم سبع صلبان آخرين على الحواس حتى احاسب نفسى على حواسى.

 وترشم صليبين على القلب حتى أحاسب نفسى على مشاعرى وعلاقاتى العاطفية مع الآخرين.

 وترشم صليبين آخرين على الظهر لأحاسب نفسى على اتجاهاتى وارادتى.

 وترشم 6 صلبان على الذراع اليمين و6 آخرين على الذراع اليسار لأحاسب نفسى على أعمالى.

 وترشم 6 صلبان على الرجل اليمين و6 آخرين على الرجل اليسار لأحاسب نفسى على خطواتى.

 

وهنا عندما ترشمنى الكنيسة بـ 36 رشمه تنبهنى إلى ان احاسب نفسى على هذه الأمور وفى هذه المناطق والمساحات من حياتى.

 

وهنا اسأل نفسى أنا واسترجع سنة مضت وأتذكر ماذا فعلت بأفكارى، هل كانت أفكار شهوة أو حسد أو أدانه أو نميمه أو غيره... كل هذه الأفكار.

 

 وابدأ أن أحاسب نفسى على هذه الأفكار.

 وابدأ أيضاً فى محاسبة نفسى على الحواس، حواسى فماذا كانت ترى عينى وتسمع أذنى ويتكلم لسانى، وهكذا يحاسب الإنسان نفسه على خطايا الحواس.

 أيضاً خطايا المشاعر هل كانت السنة الماضية تحمل بغضة منى تجاه أى شخص، وأيضاً عواطفى هل كانت فى الاتجاه السليم أم انحرفت عنه؟

 احاسب نفسى أيضاً على ارادتى، هل كنت امشى فى الحياة الروحية بجدية أم بتراخى ؟ فالإرادة هى بوصلة الحياة يجب أن تتجه دائماً نحو الله.

 أحاسب نفسى على أعمالى، هل كانت أعمال حسنة وجيد وترضى الله؟

 وخطواتى أيضاً يجب أن احاسب نفسى عليها، فهل كانت خطواتى تسير خلف المسيح وفى طريقه؟ أم كانت تسير بعيداً عنه؟

فالإنسان المسيحى يجب أن تكون حياته فكر نقى، حواس نقية، مشاعر نقية مع الناس، ارادة مقدسة متجه نحو الله، اعمال صالحة، خطوات مستقيمة هذا هو الإنسان وهذه هى مساحات الاعتراف ومحاسبة النفس.

 

وهكذا لا تستطيع حياة الإنسان ان تثمر أن لم ينقب من حولها.

  

ب- التغذية :

 

أضع زبلاً، هل كنت فى العام الماضى أغذى التربة التى لدى؟ وإن كنت اغذيها فلماذا لم تثمر؟

 

إذن على أن أحاسب نفسى على الأشياء التى صنعتها، وأضع خطة لسنة جديدة أوجد بها طريقة التغذية لحياتى حتى تثمر.

 

والكتاب يقول: أضع زبلاً، وهذا نوع من السماد الطبيعى (تغذية) وهكذا أيضاً حياتى تحتاج إلى تغذية ليس فقط جسدياً عن طريق الأكل والشرب وتغذى النفس أيضاً عن طريق الترويح، ولكن لابد أن، يكون هناك أيضاً غذاء روحى. فهل لدى خطة اشباع لسنة جديدة؟

  

فمثلاً: الصلاة، كيف نصلى؟

 

هل نكتفى بقول : أبانا الذى.. فقط، هذا لا يكفى أبداً.

 

يجب أن يكون لدى برنامج للصلاة وحدى، أفتح قلبى لله.

 

أيضاً يجب أن يكون هناك مذبح عائلى فى داخل كل بيت مسيحى، حتى ترتبط الأسرة مع بعضها البعض ويكون المسيح داخل البيت.

 

وهناك أيضاً قراءة الانجيل فالإنجيل فعال ويستطيع أن يغير من الإنسان كثيراً، فكلام الله كالسهام التى تدخل إلى القلوب وكالدواء الذى يداوى كل الجروح.

 

هناك أيضاً التناول يجب أن اشبع فيه أيضاً، حتى اثبت فى المسيح وهو فى الصلاة، الانجيل، التناول هذه ركائز اساسية للشبع الروحى.

 

هناك أيضاً الاجتماعات الروحية التى يجب أن أشبع بها، والقراءات الروحية أيضاً هذا هو السماد الذى يغذى الحياة الروحية.

 

الصوم أيضاً سماد من اسمدة الحياة الروحية، فعلى أن أصوم.

 

وأيضاً الخدمة، يجب أن أخدم فى الكنيسة حتى اشبع منها وانمو فيها وهذه هى الركائز الأساسية للشبع الروحى.

 

الصلاة، الانجيل، التناول، الاجتماعات الروحية، القراءات الروحية، الصوم، الخدمة، وعلى أن اشبع بهم واضع خطة للشبع بهم فى السنة الجديدة.

  

ج- الثمار :

 

ونحن لا يوجد لدينا سوى ثمار الروح القدس.

 

محبة، فرح، سلام، طول أناه، صلاح، إيمان، تعفف، وداعة، لطف، إيمان.

 

 محبة: لذلك يجب أن تكون محبة وبك روح المحبة، تحب كل الناس، فهى ثمرة مهمة جداً.

 

 فرح: وهذه علامة المسيحيين، فقديماً عندما كانوا يقابلوا إنسان فرحان يعرفوا أنه مسيحى، من فرحة.

 

 سلام: أن يكون فى حياتنا سلام واتكال على الله وتسليم الحياة له.

 

 طول أناه ولطف: يجب أن يكون فى داخلنا لطف وليس عنف وتتعامل أيضاً بلطف.

 

فالعنف ليس من سمة المسيحيين، فالعنف معناه أن هناك توتر داخلى.

 

 وداعة: أن يكون وديع ولطيف.

 

 تعفف: طاهر.

 

 إيمان: مؤمن أى واثق فى الله، والثمرة التى تشتهيها يعطيها لك الرب، فعندما تشتهى المحبة يعطيك الرب اياها، السلام أيضاً... الخ.

 

فهيا معاً ننظر إلى العام الماضى ونحذف منها ونشطب، وننظر إلى العام الجديد ونضع خطة. وننظر إلى الله وندعوه أن يعطينا أن نثمر، وان نمجد صلاحك واسمك فى كل حين.

"تُبْ مِنْ شَرِّكَ هذَا، وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ" (سفر أعمال الرسل 8: 22)