الفتى شونسي

كان عمره 12 سنة ، طاهرا نقيا ، من بلدة بلكيم من أعمال أبو صير ظهر له ملاك الرب وحفزه على المضي للأستشهاد ، بينما كان في الحقل يرعى الغنم ، وشجعه بأنه سيكون معه ، ودع أمه دون أن يخبرها ، صلى وسار في طريقه إلى مدينه طوه، فوجد الوالي قد غادرها إلى سرسنا ، ومنها إلى داكو أمسى عليه الليل فطلب مكانا يبيت فيه ، فأرشده إلى امرأة مسيحية اسمها مريم ، كانت مقيدة بالحديد ، سألها أن تفتح له فقالت له ادخل يا ابني لتنزع هذا الحديد من يدي ....

 

حضر الضابط ثاني يوم ، وبعد مناقشة ساقه للقائد وأعترف أمامه ، فسلمه للجند ليمضوا به إلى سرسنا إلى مجلس الولاية .. أمر الوالي أن يعلقوه على المعصار ويعصروه . علق شنوسي على المعصار فانكسر إلى اثنين قال له الوالي "علمت أنك ساحر" ، فأمر أن يعذب بوضعه على سرير حديد ويوقد تحته ، ثم أركبه هو ومريم مركبا متجهة إلى قبلي مع الوالي ، وشفي في الطريق صبيا من الخرس والصم .

 

سمع الوالي بذلك فأمر بأن يعصر بالمعصار ، ولكن الرب أقامه سليما . سلطوا مشاعل على جنبيه وبطنه لمدة ثلاث ساعات ... وفيما هم يعذبونه تطلع في الجمع فنظر امرأة تدعى سارة ، وطفلها ثاوفيلس على كتفها ، فصرخ الشهيد شنوسي وقال "يا ثاوفيلس احضر لكي تأخذ الإكليل وتفرح مع المسيح في ملكوته غير الفاني" ، فأجاب الطفل وقال للقديس "أمض بنا يا معلمي القديس شنوسي إلى المكان الذي تريده، لأن يسوع إلهي وملكي ، ملكه في السماء وعلى الأرض" ... ولما شاهدت سارة طفلها يتكلم ، صرخت وقالت "ليس إله إلا يسوع المسيح الناصري ، إله القديس شنوسي" ، ثم أنها ملأت يدها ترابا وطرحته في وجه الوالي ولعنته ، فأمر أن تؤخذ رأسها هي وطفلها ، فأخرجوهما خارج المدينة وأعدموهما . وكان ذلك في الرابع من بشنس .

 

أما شنوسي فقيدوه بسلاسل والقوه في المركب ووضعوا حجرا في عنقه وظل هكذا ، لمدة ستة عشر يوما ، وبعدها أبحروا إلى انصنا وطرح في السجن هناك ... وقام يصلي فأضاء السجن كله بنور عجيب . وظهر له الرب يسوع له المجد . وشجعه وقواه ... مثـُل أمام أريانوس وأعترف أمامه بثبات ، ورفض أن يبخر للألهة . أمر أريانوس أن يثقب كعباه ، ويربط بهما حبال ويسحل في الشوارع .. وأخيرا ، بعد ألوان من التعذيب قطعوا رأسه بحد السيف ، وكان ذلك في الرابع من بؤونة .

سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي