اليوم الرابع عشر من شهر هاتور المبارك
1.نياحة القديس مرتينوس أُسقف مدينة ثراكي.
2. استشهاد الضابط فاروس ومعلّميه.
1. في هذا اليوم تنيَّح القديس العظيم مرتينوس أُسقف مدينة ثراكي.
وقد وُلِدَ هذا القديس بمدينة تُدعى سافاريه من أبوين مسيحيين. ونشأ وديعاً عابداً محافظاً على الإيمان القويم، ولم يفتر عن مقاومة الأريوسيين فحنقوا عليه، وكمنوا له مراراً في الطريق وضربوه. وإذ بالغوا في مطارته ترك المدينة، وذهب فسكن في مغارة قريبة من ساحل البحر الأبيض وكان يغتذي فيها بنبات الأرض.
ولمَّا شاع خبره، وذاع صيته في البلاد، اختاروه لأُسقفية ثراكي. فسار سيرة رسوليَّة، وزاد في المحبة والرحمة على كثيرين من الناس، وأجرى الله على يديه آيات كثيرة، منها: أنه كان ماراً فأبصر إنساناً أوقف جنازة ميت، ومنع أهله من دفنه، مُدَّعياً أن عليه أربعمائة دينار. فتوسَّل إليه القديس أن يُطلق الميت فلم يقبل. فصلَّى وابتهل إلى الله أن يُظهِر الحقيقة. فقام الميت في الحال، وبكَّت الرجل الذي ادَّعى عليه، مُظهراً كذبه أمام الحاضرين. وعلى أثر ذلك مات الرجل الظَّالم. أمَّا الذي قام من الموت بصلاة القديس فعاد إلى منزله، وعاش سنين كثيرة.
وأكمل هذا الأب حياته بسيرة مَرضية وتنيَّح بسلام.
صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
2. وفيه أيضاً استشهد الضابط فاروس والآباء الستة النساك بجبل طيبة. كان هذا الضابط قائداً كبيراً في جيش الإمبراطور دقلديانوس في أوائل القرن الرابع، حيث كان الاضطهاد يتصاعد ضد المسيحيين، وكان الوالي كولسيان يبطش بهم بقسوة ووحشية.
أرسل الوالي جنوده، فقبضوا على ستة من النساك المتوحدين وألقوهم في السجن فذهب إليهم الضابط فاروس ليلاً وفكّ قيودهم وقال لهم: " اطلبوا من الرب عنى يا آبائي أن يجعلني شريكاً لكم في الاستشهاد. لأنني ضابط كبير ولكني أخاف من الاعتراف بالسيد المسيح لشدة التعذيب " فصلّوا لأجله.
قاد الجنود النساك الستة إلى الوالي. وحاول الوالي إرغامهم أن يبخروا للأصنام، لكنهم رفضوا. وهنا اندفع الضابط فاروس يعترف بالسيد المسيح ويدافع عن النساك، فلاطفه الوالي ثم أمر بتعذيبه بعذابات شديدة إلى أن تمزق جسده ونال إكليل الشهادة. أما الستة نساك، فبعد تعذيبهم كثيراً، أمر بقطع رؤوسهم، فنالوا أكاليل الشهادة. ثم أمر الوالي جنوده أن يحملوا أجساد الشهداء خارج المدينة لتأكلها الوحوش، لكنها لم تقترب إليها. فجاء المؤمنون وحملوا هذه الأجساد إلى الكنيسة وصلُّوا عليها ودفنوها بإكرام جزيل.
بركة صلواتهم فلتكن معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.