اليوم الخامس من شهر هاتور المبارك
1. ظهور رأس القديس لنجينوس الجندي .
2.استشهاد القديس تيموثاوس وزوجته مورا.
3. شهادة القديس تيموثاوس ونقل جسد القديس الأمير تادرس إلى شُطب.
4. نياحة القديس يوساب بجبل شامة.
1ـ في هـذا اليـوم ظهـر رأس القديس لنجينوس الجندي الذي طعن جنب
المُخلِّص بالحربة وهو على الصليب. وذلك أن الملك طيباريوس قيصر أرسل جندياً إلى القبادوقية لقطع رأس هذا القديس. كما دوِّن في اليوم الثالث والعشرين من شهر أبيب. وقد نفذ هذا الجندى الأمر. ثم أتى بالرأس إلى أورشليم وسلَّمه إلى بيلاطس البنطي، وهذا أراه لليهود فسروا لصنيعه. ثم أمر أن يَدفن الرأس في بعض الاكوام التى خارج أورشليم.
وكانت هناك امرأة آمنت على يد القديس لمَّا بشر بالقبادوق. ولمَّا ضُرِبت رقبته شاهدت استشهاده وهى واقفة تبكي. وقد أُصيبت بعد ذلك بالعمى. فأخذت ولدها وقصدا أورشليم لتتبارك من الآثار المقدسة، والقبر المُحيي عساها تُبصر. ولدى وصولها المدينة مات ولدها. فحزنت وأفرطت في الحزن على حالها وعدم وجود من يعود بها إلى بلادها.
وأثناء نومها أبصرت القديس لنجينوس ومعه ولدها الذى مات، فأرشدها إلى المكان الذى دُفِنَ فيه رأسه ، وأمرها أن تحمله من هناك. فلمَّا استيقظت بحثت عن المكان حتى وجدته وحفرت في الأرض فخرجت رائحة بخور زكية. ولمَّا بلغت إلى رأس القديس أبرق منه نور فانفتحت عيناها وأبصرت في الحال، فمجدت السيد المسيح وقَبَّلت الرأس وطيَّبته ووضعته مع جسد ابنها ثم عادت إلى بلادها ممجدة السيد المسيح الذي يُظهِر عجائبه في قديسيه.
صلاته تكون معنا. آمين.
2. وفيه أيضاً تُعيِّد الكنيسة بتذكار استشهاد القديس تيموثاوس. كان تيموثاوس شماساً بكنيسة قرية صغيرة بإقليم أنصنا متزوجاً بشابة اسمها مورا.
صدرت أوامر الإمبراطور دقلديانوس باضطهاد المسيحيين وحرق كتبهم وإجبارهم على عبادة الأوثان.
استدعى إريانوس والي أنصنا الشماس تيموثاوس وأمره أن يحضر له كتب الكنيسة لكي يحرقها كما أمره أن يبخر للأوثان.
رفض الشماس تيموثاوس وقال للوالي: " هل يمكن أن يسلِّم أب أولاده بنفسه لعدو مهلك؟ " فغضب الوالي وأمر جنوده بتعذيب تيموثاوس فوضعوا أسياخ حديد في أذنيه حتى انتفخ وجهه وفقد السمع والبصر معاً. ثم قال إريانوس: بخِّر للأوثان وأنا أكف عن تعذيبك. أجابه تيموثاوس: لا فائدة من الإلحاح فأنا لا أحس بالتعذيب لأن سيدي يسوع المسيح يخفف ألمي. علَّقه إريانوس منكس الرأس على عمود، ثم استدعى عروسه الشابة مورا لكي تستعطفه لعله يلين ويبخر للأوثان.
ولكنه وعظها بكلام الإنجيل وكلمها عن الحياة الأبدية وإكليل الاستشهاد فذهبت لإريانوس وأعلنت مسيحيتها وأنها تُفضِّل الاستشهاد مع زوجها على الحياة في عبادة الأوثان، فبدأ الوالي يعذبها بسلسلة رهيبة من العذابات وهي صامدة صابرة.
بعد ذلك أمر الوالي بصلب تيموثاوس الشماس النقي وزوجته مورا متقابلين، فاتفقا ألا ينعسا على الصليب لئلا يأتي الرب فيجدهما نياماً. ظلا مصلوبين عدة أيام ثم استودعا روحيهما في يدي الله الذي أحباه ونالا إكليل الاستشهاد.
بركة صلواتهما فلتكن معنا. آمين.
3. وفيه أيضاً تم نقل جسد الأمير تادرس الشُطبى ( نجد خبر استشهاد الأمير تادرس تحت يوم 20 أبيب) من مقاطعة أخائيّة إلى بلدة شُطب بأسيوط. فقد حدث بعد أن انتهي عصر الاضطهاد، أن ظهر هذا القديس لأحد الكهنة وأمره أن ينقل جسده إلى بلد أبيه شُطب. فذهب هذا الكاهن إلى والى مقاطعة أخائية التي كان جسد القديس مدفوناً فيها وأخبره بضرورة نقل جسد القديس إلى شُطب بصعيد مصر. فرفض الوالي وكان له ابن في الخامسة والعشرين من عمره أصم وأبكم وكان حاضراً هذه المناقشة فصاح قائلاً: " هيا برفات القديس تادرس إلى موطنه بمصر " فاندهش الجميع لنطق هذا الشاب الأبكم ومجّدوا الله الذي شفاه بصلاة الأمير تادرس، وهنا قال الوالي " لقد شُفي ابني بقوة الله وبصلاة الأمير تادرس. اذهبوا وانقلوا جسده الطاهر إلى مصر " فتم نقل الجسد في احتفال مهيب ووضعوه في سفينة وصلَت إلى مدينة الإسكندرية في الخامس من هاتور. ثم نقلوه إلى شُطب وبنوا له كنيسة، دشنها أسقف مدينة شُطب ووضع الجسد فيها بفرح وتهليل. وقد ظهرت منه عجائب كثيرة منها شفاء الأمراض وإخراج الشياطين.
بركة صلواته فلتكن معنا آمين.
4 . وفيه أيضاً تنيَّح القديس يوساب تلميذ الأنبا إلياس بجبل شامة ( شامة: جبل بجوار أرمنت). كان هذا القديس من أبناء أشراف قفط ( قفط: مدينة قديمة جداً بمحافظة قنا)، توفي والده وهو صغير واهتمت به أمه وأرضعته الإيمان ولكن سرعان ما تنيَّحت هي الأخرى فاهتم به أخوه الأكبر.
كان يُقيم بالجبل المجاور لقفط قديس يسمى إلياس، أُعجب بالشاب يوساب وصلى من أجله مشتاقاً أن يهبه الرب قلباً مكرساً بالتمام. مرض يوساب مرضاً شديداً احتار فيه الأطباء فاحضروه إلى القديس إلياس الذي صلى لأجله فشُفي في الحال باسم ربنا يسوع المسيح. فالتصق يوساب بالقديس إلياس وتتلمذ على يديه، وكان يتمثل به في كل شيء خاصة في العبادة والنسك، فأحبه معلمه من أجل نعمة الله التي تجلَّت في حياته.
مرض القديس يوساب ورقد في الرب، فتأثر معلمه تأثراً كبيراً وقال للذين يدفنونه، أوسعوا القبر ليسع لاثنين، فأدركوا أن حياة القديس إلياس قد قربت من الانتهاء وفعلاً مرض بعد قليل وتنيَّح بسلام.
بركة صلاتهما فلتكن معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.