اليوم الثالث من شهر بابه المبارك
1-نياحة القديس سيماؤن الثاني البابا الحادى والخمسين من باباوات الكرازة المرقسية.
2- شهادة القديس يوحنا الجندي.
3- استشهاد القديسين أورسوس وبقطر من الفرقة الطيبية.
4-نياحة القديسة ثيئودورا الملكة.
1- في هذا اليوم من سنة 822 ميلادية تنيح الأب الطاهر الأنبا سيماؤن الثاني، الحادي والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية. وكان هذا القديس من أهالي الاسكندرية إبنا لأبوين مسيحيين أرثوذكسيين من أكابر المدينة. وقد رضع لبن الإيمان من صغره .
وتأدب بعلوم الكنيسة وإختار لنفسه سيرة الرهبنة فقصد جبل شيهيت وترهب في قلاية[1] (1) سلفه الأنبا يعقوب البطريرك. ومكث عنده عدة سنوات ، أضنك فيها جسمه بالنسك الطويل ، والتعبد الكثير ولما قدم الأنبا مرقس الثاني بطريركا، طلبه من أبيه الروحي الأنبا يعقوب ، لما علم عنه من السيرة الصالحة ، والتدبير الحسن فمكث عنده إلى أن تنيح.
ولما قدم الأنبا يعقوب أبوه الروحي بطريركا ، جعله أيضا عنده. وكان ينتفع به كثيرا، ولما تنيح الأنبا يعقوب أجمع رأي الأساقفة والكهنة والمشايخ بالاتحاد الروحاني على تقدمة هذا الأب ، لما رأوه فيه مدة إقامته عند أبويه المذكورين من التقوى
والإيمان الصحيح . فمسكوه وقيدوه ورسموه بطريركا. فسار السيرة الملائكية المرضية للرب . وشاء الله أن ينيحه فلم يقم على الكرسي سوى خمسة أشهر ونصف.
وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.
2- وفيه أيضاً استشهد القديس العظيم يوحنا الجُندي الجوهري الأشروبي. ومن أمره أنه وُلِدَ في قرية أشروبة بولاية البهنسا ( مازالت أشروبة باسمها القديم حتى الآن وهي إحدى قرى مركز بني مزار محافظة المنيا) من والدين مسيحيين غنيين تقيين. كان والده يدعى تاؤدورس ووالدته صوفية.
ظلا بلا نسل مدة طويلة وكانا يصليان نهاراً وليلاً ليرزقهما الله نسلاً صالحاً. ظهر الملاك لتاؤدورس يقول له ستنجب طفلاً مثل الجوهر الثمين، بعدها أنجبا طفلاً أسمياه يوحنا وكانا يدعوانه جوهري كما قال الملاك. ولما كبر يوحنا الجوهري التحق بالجُندية حتى أصبح قائد مائة واتصف بالشجاعة والقوة والحكمة.
لما ارتد الإمبراطور دقلديانوس عن المسيحية وعبد الأوثان تبعه كثير من الولاة ومنهم قلقيانوس والي البهنسا، ولما وصلت أوامر الملك بعبادة الأوثان والتبخير لها أرسل قلقيانوس لإحضار يوحنا الجُندي ليبخر للأصنام ولما وجده في زيارة للإسكندرية أرسل إلى أرمانيوس والي الإسكندرية يطلب منه القبض على يوحنا الجُندي ويأمره أن يبخر للأصنام وإن رفض يعذبه بأشنع العذابات. فلما وقف يوحنا أمام أرمانيوس اعترف أمامه بالمسيح، فغضب الوالي وأمر بتعذيبه فعصروه بالهنبازين ووضعوه على سرير حديدي محمي بالنار ووضعوا مسامير محماة على جسده ووضعوه في القار المغلي وخلعوا أظافره وطلوا مكانها بالخل والجير حتى تلتهب، وكان يحتمل بصبر وشكر والرب يقويه ويقيمه سالماً معافى من كل ألم. وحدثت معجزات كثيرة أثناء تعذيبه منها شفاء أرمانيوس نفسه من الخرس لـمَّا جدَّف على السيد المسيح.
لما تعب أرمانيوس من تعذيبه أرجعه بحراسة مشددة إلى قلقيانوس والي البهنسا الذي عذبه بدوره بسلسة طويلة ورهيبة من العذابات وهو يحتمل بصبر وشكر والرب يشفيه ويعزيه.
أخيراً أمر بقطع رأسه بحد السيف فنال إكليل الاستشهاد، وقام ديوجانيوس الذي حضر معه من الإسكندرية، وهو أحد تلاميذ يوليوس الأقفهصي، بتكفينه بأكفان غالية ودفنه بإكرام جزيل وكتب سيرته المباركة منفعة للأجيال.
وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.
3 - وفيه أيضاً من سنة 19 للشهداء ( 303م )، استشهد القديسان أورسوس وبقطر من الفرقة الطيبية. وُلِدَا هذان القديسان بمدينة طيبة، وانضما إلى الفرقة الطيبية، التي سافرت لإخماد ثورات القبائل في غرب أوربا بأمر من الإمبراطور دقلديانوس لمساعدة الإمبراطور مكسيميانوس، وقد عسكرت كتيبة القديسين أورسوس وبقطر قرب مدينة سولوتورن بسويسرا.
ولقد رفض جميع أفراد الفرقة إطاعة أوامر الإمبراطور بتقديم الذبائح للآلهة، فأمر مكسيميانوس بقتل عُشر أفراد الفرقة لإرهاب البقية. ولما وجد تمسُّك الجميع بالإيمان المسيحي، أمر بتعذيب وقتل جميع أفراد الفرقة. وأحضر القديسان أورسوس وبقطر أمام والي سولوتورن، الذي عذبهما عذاباً شديداً، لأنهما تمسكا بالإيمان، وقد أجرى الله كثير من المعجزات أثناء تعذيبهما. منها أن السلاسل الحديدية التي رُبطا بها انفكت. وعندما ألقوهما في النار أثناء تعذيبهما انطفأت ولم يحترقا. وقد آمن كثير من المشاهدين وأعلنوا إيمانهم أمام الوالي. فاغتاظ الوالي وأمر بقطع رأسيهما. فحمل كل منهما رأسه وسار بها مسافة ثم ركعا، ورقدا في الرب. وقد لمع جسداهما بنور وهَّاج فآمن عدد كبير وأعلنوا مسيحيتهم.
ودُفن القديسان بإكرام عظيم في مكان استشهادهما حيث أقيمت كنيسة باسم القديس بطرس الرسول. وفي القرن العاشر أقيمت بمدينة سولوتورن كنيسة كبيرة باسم القديس أورسوس وإليها نُقل رفاته. أما جسد القديس بقطر فنُقل في بداية القرن السادس إلى مدينة چنيف حيث أقيمت كنيسة باسمه
وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.
4- وفيه أيضاً من سنة 263 للشهداء ( 547م ) تنيَّحت القديسة ثيئودورا الملكة، زوجة الإمبراطور يوستنيان.
كان أبوها يدعى أكاكيوس، من رجال الإمبراطور يوستنيان. فرباها تربية حسنة، وأدبها بالآداب المسيحية. ونظراً لجمالها الباهر. فقد تزوجها الملك يوستنيان. فظهرت مواهبها الكثيرة. فأحبها الشعب وأطاعها، بسبب دورها الكبير في الإصلاحات الاجتماعية وبناء الكنائس والمستشفيات. وكانت متمسكة بأرثوذكسيتها رغم أن زوجها كان خلقيدونياً. لذلك كانت توقر القديس ساويرس بطريرك أنطاكية بسبب معتقده القويم، وقد ساعدته على الهروب إلى مصر حينما أراد زوجها أن يقتله. كما كانت تسند الكنيسة المصرية والسريانية. هذا وقد نمت الكنيسة في عهدها نمواً عظيماً. ولما أكملت سعيها الصالح تنيَّحت بسلام.
صلاتها تكون معنا آمين.
ولربنا المجد دائما أبديا آمين.
[1] (1) : كلمة قلاية هنا لا يقصد بها الحجرة الواحدة المخصصة لراهب واحد و لكنها تطلق قديما على عدة حجرات داخل سور بها عدد من الرهبان تحت تدبير شيخ. و يكونون غالبا من بلد واحد . فكانت تسمى باسم بلد هؤلاء الرهبان .. و قد جاء في أخبار القديسين و تاريخ البطاركة ، قلاية البتانون ، قلاية بجيج (الفيوم) و غيرهما. أي أن رهبان كل قلاية من بلد واحد ، و لذا نسبت الي كبيرهم القائم بتدبيرهم.