اليوم الأول من شهر هاتور المبارك
1. شهادة القديسين مكسيموس ونوميتيوس وبقطر وفيلبس.
2. تذكار القديس كليوباس الرسول ورفيقه.
3. شهادة القديس كرياكوس أسقف أورشليم.
4 . استشهاد القديسة أنسطاسية الكبيرة، والقديس كيرلس.
1ـ في هذا اليوم استشهد القديسون المجاهدون مكسيموس ونوميتيوس وبقطر وفيلبس. وكانوا في أيام داكيوس الملك، الذي في عهده اختفى الفتية السبعة في كهف بجبل في أفسس.
وكان هؤلاء القديسون من أفريقيا، وقد تآخوا بالحب الروحاني، وجمعهم الشوق إلى المسيح عندما كان هذا الملك يُعذِّب المسيحيين، واتفق رأيهم على أن يُظهِروا إيمانهم. فتقدموا إلى الأمير وأقروا أنهم مسيحيون. وأنهم للمسيح يسجدون ويعبدون. فأمر بضربهم فضربوا مراراً بالسياط وبالعصى، ثم أحرق ظهورهم بسفافيد(1) محماة. ثم دلكوا أجسادهم بخِرق من شعر مبتلة بالخل والملح.
وإذ لم ينثنوا عن رأيهم بالرغم من هذا العذاب الشديد، بل آمن بعض الحاضرين بالسيد المسيح عندما رأوا صبرهم وثباتهم. فأمر الملك حينئذٍ بضرب رقاب بعض القديسين. وأن يعمل السيف في البعض الآخر. فنالوا بذلك إكليل الشهادة.
صلاتهم تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار القديسين كليوباس الرسول ورفيقه، اللذين كانا منطلقين إلى قرية عمواس. وفيما هما يتكلمان ويتحاوران اقترب إليهما الرب يسوع نفسه ... ولما لم يعرفاه. قال لهما: أيها الغبيَّان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلَّم به الأنبياء، أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده. ولمَّا اتكأ معهما أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما. فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما(1) .
وهذان الرسولان من الاثنين والسبعين رسولاً.
صلاتهما تكون معنا. آمين.
3ـ وفيه أيضاً استشهد القديس كيرياكوس أسقف أورشليم ووالدته.وكان يهودياً من أورشليم واسمه يهوذا وحضر حادثة ظهور الصليب المقدس على يدي القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين، ولما وضعوا الصليب على الميت فقام آمن بالسيد المسيح ونما بسرعة في النعمة والقامة الروحية حتى استحق أن يُقام أسقفاً على أورشليم باسم كيرياكوس.
ولما مات قسطنس ابن قسطنطين وثب على الحكم ابن أخت قسطنطين ويُدعى يوليانوس وكان محباً لعبادة الأوثان فجحد المسيح وعبد الأوثان حتى دُعى يوليانوس الجاحد.
اضطهد يوليانوس المسيحيين وكان يجبرهم على التبخير للأوثان وتقديم الذبائح لها وأجبرهم على الاستشهاد، ولما سمع بالقديس كيرياكوس أسقف أورشليم وأنه يثبت المسيحيين على إيمانهم حضر بنفسه إلى أورشليم واستدعى الأسقف كيرياكوس وعرض عليه عبادة الأوثان فرفض فعذبه عذابات شنيعة وكانت والدة كرياكوس حاضرة تعزيه، ومن ضمن العذابات أنه قطع عدة أعضاء من جسم كيرياكوس ورماها فأخذتها أم كيرياكوس ووضعتها مكانها ورشم عليها كيرياكوس بعلامة الصليب فعادت صحيحة وسليمة.
ولما تعب يوليانوس الجاحد من تعذيبه أمر أن يقطعوا رأسه ورأس أمه بحد السيف فنالا إكليل الشهادة.
بركة صلواتهما فلتكن معنا. آمين.
4 – وفيه أيضاً من سنة 252م أيام الإمبراطور فالريان ورئيس ديوانه بروبس استشهدت القديسة أنسطاسية الكبيرة والقديس كيرلس.
كانت أنسطاسية رومانية من أصل شريف. عاشت في بيت للعذارى تحت قيادة الأخت صوا. قبض الملك على أنستاسية وهي في سن العشرين، وحاول أن يردها عن الإيمان بالسيد المسيح، فلم يستطع. فسلمها إلى رئيس ديوانه بروبس ليعذبها، فكبَّلها بالحديد، وحكم عليها بالجلد. ولما أراد نزع ثيابها لجلدها عارية، انتهرت بروبس بعنف بسبب حشمتها وعفتها. اغتاظ بروبس من كلامها، وعذبها بوحشية غير آدمية. فاحتملت بصبر، مُظهرة شجاعة فائقة في احتمال الآلام.
وفي أثناء تعذيبها طلبت قليلاً من الماء لتشرب، وكان يقف رجل اسمه كيرلس، أحضر لها كأس ماء، فشربت. فأمسكه الجند وضربوا عنقه، فنال إكليل الشهادة، بسبب تنفيذه لوصية السيد المسيح: " من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد، فقط باسمي، الحق أقول لكم أنه لا يضيع أجره ( مت 10: 42) ".
ولما رأي بروبس عجزه أمام إيمانها وثباتها، أمر بقطع رأسها. فنالت إكليل الشهادة. وقامت الأخت صوا بحمل جسدها وتكفينه ودفنه. وقد نُقل بعد ذلك إلى مدينة القسطنطينية.
بركة صلواتهما فلتكن معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
(1) السفود سيخ من الحديد يُشوَى عليه اللحم ( الجمع سفافيد ).
(1) لو 24 : 13 ـ 17 .