السنكسار

اليوم السادس عشر من شهر كيهك المبارك
1. نياحة البار جدعون أحد قضاة بني إسرائيل.
2. تذكار شهادة القديس هرواج وحنانيا وخوزي.
3. تكريس كنيسة القديس يعقوب الفارسي.
4. إستشهاد القديس أمساح القفطي.
5. إستشهاد القديسين أولوجيوس وأرسانيوس بدير الحديد بأخميم.

1ـ في هذا اليوم من سنة 1349 قبل المسيح تنيَّح البار جدعون أحد قضـاة بنى إسـرائيـل. كـان هذا القـديس من سـبط منسـى واسـم أبيه يـوآش وظهر له ملاك الرب وقال له: الربُّ معك يا جبار البأس. فقال له جدعون: أسألك يا سيدي إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه، وأين كل عجائبه التي أخبرنا بها آباؤنا قائلين: ألم يُصعِدنا الرب من مصر. والآن قد رفضنا الرب وجعلنا في كفِّ مديان، فالتفت إليه الرب وقال اذهب بقوتك هذه وخلِّص إسرائيل من كفِّ مديان. أما أرسلتك. فقال له: أسألك يا سيدى بماذا أُخلِّص إسرائيل، ها عشيرتى هيَ الذُّلَّى في منسى وأنا الأصغر في بيت أبي، فقال له الرب: إنى أكون معك وستضرب المديانيين كرجلٍ واحدٍ. فقال له: إنْ كنت قد وجدت نعمة في عينيك فاصنع لي علامة إنك أنت تُكلِّمني. لا تبرح من ههنا حتى آتي إليك وأُخرج تقدمتي وأضعها أمامك، فقال إني أبقى حتى ترجع. فدخل جدعون ... وخرج .. وقدَّم تقدِمته فقُبِلت(1). ثم أمر الرب أن يهدم مذابح الأصنام ويبني مذبحاً للـه. ويُقدِّم عليه الضحايا ويحرقها بأخشاب الأصنام. ففعل كما أمره الرب(2).
ولمَّا أمره اللـه أن يُحارِب المديانيين سأله أن يُريه آيةً يشتد بها قلبه وهيَ أن يضع جزة الصوف في البيدر، فإن كان طلٌّ على الجزة وحدها وجفاف على الأرض كلها، عَلِمَ أن اللـه يُخلِّص بيده إسرائيل كما تكلَّم. وكان كذلك. ثم أعكس السؤال في اليوم الثاني قائلاً: لا يحم غضبك عليَّ فأتكلم هذه المرة فقط. أمتحن هذه المرة فقط بالجزة فليكن جفاف في الجزة وحدها، وليكن طلٌّ على كل الأرض. ففعل الله كذلك في تلك الليلة فكان جفاف في الجزة وحدها، وعلى الأرض كلها كان طلٌّ(3).
فتقوّى قلبه وبكَّر مع كل الشعب الذى معه ونزلوا قِبالة المديانيين. فقال الرب لجدعون: إنَّ الشعب الذي معك كثيرٌ عليَّ لأدفع المديانيين بيدهم لئلاَّ يفتخر عليَّ إسرائيل قائلاً: يدي خلَّصتني. والآن نادِ في آذان الشعب قائلاً: مَن كان خائفاً ومرتعداً فليرجع وينصرف من جبل جلعاد. فرجع من الشعب اثنان وعشرون ألفاً وبقى عشرة آلاف. وقال الرب لجدعون لم يزل الشعب كثيراً. انزل بهم إلى الماء فأُنقيهم لك هناك، ويكون أنَّ الذي أقول لك عنه هذا يذهب معك فهو يذهب معك، وكل مَن أقول لك عنه هذا لا يذهب معك فهو لا يذهب. فنزل بالشعب إلى الماء وقال الرب لجدعون كل مَن يَلَغُ بلسانه من الماء كما يَلَغُ الكلب فأوقفه وحده. وكذا كل من جثا على ركبتيه للشرب. وكان عدد الذين ولغوا بيدهم إلى فمهم ثلاث مئة رجل. وأمَّا باقي الشعب جميعاً فجثوا على رُكبهم لشرب الماء. فقال الرب لجدعون بالثلاث مئة الرجل الذين ولغوا أُخلِّصكُم وأدفع المديانيين ليدك(1) .
وبهذا العدد تغلَب جدعون على المديانيين واستولى الذين معه على الغنائم وقدَّموها لجدعون وسلَّطوه عليهم.
وكان اللـه معه في كل أموره. وتنيَّح ودُفِنَ في مقبرة أبيه.

صلاته تكون معنا. آمين.

2ـ وفيه أيضاً تذكار شهادة القديس هرواج، وشهادة حنانيا وخوزي الذي من الفيوم.

صلاتهم تكون معنا. آمين.

3ـ وفيه أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس يعقوب الفارسي الشهير بالمُقطَّع.

صلاته تكون معنا. آمين.

4- في مثل هذا اليوم أيضا إستشهد القديس أمساح القفطي وذلك انه لما وصل أريانوس الوالي إلى ساحل قفط خرج كهنة الأصنام لمقابلته وافتخروا أمامه قائلين " ليس في مدينتنا من يذكر اسم المسيح فأعطاهم هدايا كثيرة . وكان في المدينة صبي مسيحي اسمه امساح له أخت عذراء تسمي ثاؤدورة كانا يعيشان ويعملان في بستان صغير وكانا يتصدقان بما يفضل عنهما . ولما سمع امساح ما قاله كهنة الأصنام قام وسافر إلى مدينة قاو ( هي مقر الوالي أريانوس بالصعيد الأعلى وهي حاليا قرية كوم شقاو مركز طما محافظة سوهاج كما يوجد مقابلها شرقا قرية قاو والنواورة مركز البدا ري محافظة أسيوط ) حيث وجد الوالي يعذب المسيحيين فصرخ علانية " أنا مسيحي " فغضب الوالي وأمر بضربه بالجريد الأخضر حتى جرى دمه وغشي عليه فأمر بطرحه في السجن وفي الصباح وجدوه قائما يصلي فأمر الوالي أن يلقوه في حصير ويلقوه في نهر النيل . فأسلم الروح ونال إكليل الشهادة فأعد الله تمساحا أمسك بالحصير وظل سائرا به في الماء حتى وصل مدينة قفط فألقاه على الشاطئ ثم ظهر ملاك الرب لأخته في الليل وأعلمها بالمجد الذي ناله أخوها وأمرها بان تخرج إلى شاطئ النهر فتجد حصيرة ملفوفا فيها جسد أخيها . فذهبت ووجدت كما أعلمها الملاك فأخذته وكفنته ودفنته بإكرام جزيل.

بركة صلواته فلتكن معنا آمين .

5-في مثل هذا اليوم أيضا من سنة 20 للشهداء سنة 304 م إستشهد القديسان أولوجيوس وأرسانيوس صاحبا دير بأخميم . كانا من بلاد سوريا وأتيا إلى مصر وأقاما بجبل أخميم ولما جاء الوالي اريانا إلى أخميم اعترفا أمامه بالسيد المسيح فأمر الوالي أن يعلقا منكسين ثم ربطوا في أرجلهما حجر ة ورموهم في النهر فأنقذهما الرب من الغرق وعادا إلى البر سالمين . بعد ذلك عقد لهما الوالي ثلاثة محاكم للمحاكمتهم ، وحأول بالترغيب تارة وبالتهديد والوعيد تارة أخرى أن يثنيهما عن أيمانهما فلم يتمكن بسبب تمسكهما بالسيد المسيح . وأخيرا أمر بقطع رأسيهما بحد السيف ونالا إكليل الشهادة ودفن جسديهما بإكرام جزيل وظهرت منهما عجائب كثيرة فبني على الجسدين دير الحديد بأخميم .

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

(1) قضاة 6 : 11 ـ 21.
(2) قضاة 6 : 25 ـ 31.
(3) قضاة 6 : 33 ـ 40.
(1) قضاة 7 : 2 ـ 7.

"نَحْنُ أَنْفُسَنَا نَفْتَخِرُ بِكُمْ فِي كَنَائِسِ اللهِ، مِنْ أَجْلِ صَبْرِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ اضْطِهَادَاتِكُمْ وَالضِّيقَاتِ الَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا، بَيِّنَةً عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ، أَنَّكُمْ تُؤَهَّلُونَ لِمَلَكُوتِ اللهِ الَّذِي لأَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ أَيْضًا" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 1: 4، 5)