اليوم الثالث عشر من شهر كيهك المبارك
1. تذكار حبَل حَنَّة والدة العذراء مريم.
2. شهادة القديس برشنوفيوس.
3. نياحة الأب ابراكيوس.
4. تكريس كنيسة القديس ميصائيل السائح.
5. نياحة البابا مرقس الثامن ال 108
1ـ في هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بتذكار بشارة الملاك جبرائيل للقديسة حَنَّة بميلاد السيدة العذراء.
صلاتها تكون معنا. آمين.
2ـ في هذا اليوم استشهد القديس برشنوفيوس الراهب في أول عصر الإسلام، وقد كان مُقيماً في كنيسة أبي مينا التي في فُم الخليج، وكان يُجاهد في عبادته بقوة، فكان يصوم يومين يومين، ويقوم بمطانيات كثيرة وصلوات متواصلة. وحدث أن وشى به مرة بعض الأشرار بأنه سبَّ القُضاة، فاستحضروه وعذَّبوه كثيراً، وأخيراً قُطِعت رأسه ونال إكليل الشهادة.
صلاته تكون معنا آمين.
3 ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح الأب القديس ابراكيوس. كان من الصعيد وترهَّب بأحد الأديرة وهو ابن عشرين سنة. وجاهد الجهاد الكامل حتى ضجر الشيطان من حربه، وواجهه قائلاً: إنه لا يزال باقياً لك في العالم خمسون سنة أُخرى، قاصداً بهذا أن يُلقيه في الضَّجر. فأجابه الشيخ: لقد أحزنتني بهذا لأني كنت أظن إنني سأعيش مائة سنة أخري، ولهذا قد توانيت.
وإذا كان الأمر كذلك، فيجب عليَّ أن أُجاهد كثيراً قبل الموت. وبهذا تغلَّب على الشيطان الذي حاول أن يُلقي في قلبه التواني ومن ثم ضاعف جهاده. وفي تلك السَّنة تنيَّح بسلام، بعدما أقام في العبادة والنُّسك مدة سبعين سنة.
صلاته تكون معنا. آمين.
4ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس ميصائيل السائح.
بينما كان الأنبا إسحق رئيس دير القلمون جالساً في ديره، تقدم إليه شاب فرسم على وجهه علامة الصليب كعادة الرهبان(1). وسمح له بالدنو منه، فاقترب وضرب مطانية أمامه وقال له: يا أبانا الأنبا اسحق اقبل مسكنتي من أجل السيد المسيح، وساعدني على خلاص نفسي، واحسبني من جملة أولادك. فتعجب منه الرئيس لكونه دعاه بِاسمه، وقال له: مَن أعلمك بِاسمي؟ فأجابه الشاب: النعمة الحالة عليك هيَ التي أعلمتني. فقال له الرئيس: اجلس. اللـه يجعلك له هيكلاً مُقدساً. والآن أخبرني بأمرك، فأجابه الشاب: إنني أُدعَى ميصائيل، وكان أبي مُحباً للعالم، مُنشغلاً به عن عبادة اللـه. وكان حزيناً لحرمانه من النَّسل. وفي بعض الأيام استضاف شيخاً راهباً قديساً، وشكا له حزنه لعدم وجود ابن يرث غناه، فقال له الشيخ: اصلح طريقك مع الله المُحب للبشر، وهو يرزقك ولداً مُباركاً. فقال له: وكيف ذلك؟ فقال الشيخ: عِشْ عيشة الكمال واسلك بحسب وصايا الكنيسـة المفروضة على المؤمنين، وواظب على الصـلاة الليلية والنهاريـة،
ولا تنقطع عن الكنيسة المقدسة، وليكن لك كاهن تستشيره في كل أمورك، فإذا فعلت هذا أنت وزوجتك بلغتما المقصود. ففعل والديَّ جميع ما أوصاهما به الشيخ الراهب. فتم كلامه وحملت بي والدتي كما حدثتني بذلك.
ولمَّا بلغتُ السادسة من عمري مات أبواي. فاهتم الأب الأسقف بأمر تربيتي وتعليمي وتدبير أموالي، ولمَّا اطلعت على الكتب المقدسة اشتقت إلى الرهبنة وجئت إلى هنا.
فسُرَّ الرئيس من كلام الشاب ميصائيل، وسلَّمه لأحد الشيوخ، فتعلَّم منه كيف يكون الجهاد والنُّسك. وبعد ذلك ألبسوه لباس الرهبنة واسكيمها المقدس، ومن ذلك الوقت انفرد للعبادة والنُّسك.
وفي أحد الأيام حضر إليه أحد الإخوة، فوجده واقفاً يُصلِّي، ولمَّا طرق باب قلايته فتح له، وصلَّيا معاً، ثم تباركا من بعضهما البعض، وجلسا يتحدثان في الكيفية التي بها يمكن التغلب على العدو الشرير. فقال له القديس ميصائيل: إنَّ الشيطان يهرب من الصلاة إذا كانت بحرارة.
وبعد الفراغ من أحاديثهما الروحانية، سبحا الله، وخرج الأخ من لدنه. وبعد حين عاد إليه فوجده واقفاً يُصلِّي قائلاً : اللَّهُمَّ خلِّصني، وانظر إلى ذُلِّي، واغسلني من إثمي، فإنَّ أبي وأمي قد تركاني والرب قبَلَني. فلمَّا رآه الأخ وقد ضمر جسده والتصق جلده بعظامه، بكى وقال له: لقد صار جسدك كالمحترق. فقال له القديس. أشكر إلهي الذي وهبني نور عينيَّ وسمْع أُذُنيَّ لأُطالع الكتب المقدسة وأسمع كلمة الله، كما وهبَني أيضاً قوةً للوقوف في الصلاة.
ولمَّا سمع رئيس الدير بنسكيات القديس ميصائيل، أتاه في أحد الأيام ليفتقده. فقال له ميصائيل: اعلم يا أبي القديس أنه بعد ثلاث أيام يأتيك أُناسٌ متشبهون بالجنود، ويطلبونني منك، فلا تمنعني عنهم ولا تخف ولا تحزن، فإنها إرادة اللـه واعلم أيضاً أنه في العام الآتي سيكون غلاء، ولكني سأتي إليك في ذلك الحين. فلمَّا سمع الرئيس كلام ذلك القديس اشترى كثيراً من الحبوب.
وبعد قليل أتى القوم المُتشبِّهون بالجنود وأخذوا القديس ميصائيل ومضوا، ثم حدث الغلاء وقلَّ وجود القمح كما أنبأ القديس بذلك . فجاء الوالي برجاله ليأخذ ما يجده في الدير من الحبوب، فظهرت له جنود منعته عن ذلك ورجع خائباً، فرحّب الرئيس بهؤلاء الجنود وشكرهم، ثم قدَّم لهم طعاماً ليأكلوا. فقالوا له نحن لا نحتاج إلى شيء مثل هذا. ثم برز من بينهم واحدٌ وأمسك بيد الرئيس وانفرد به، وقال له: أنا ولدك ميصائيل، وهؤلاء القوم المتشبِّهون بالجنود هم سواح، وهم الذين أتوا هنا في العام الماضي وأخذوني معهم، والآن أسألك أن تمضي إلى الأنبا أثناسيوس أُسقف بلدي التي تربَّيت فيها، وأعلِمه بخبري، واطلب منه مال أبي، ثم ابنِ لي به كنيسة على اسمي، ثم ادعِ أبانا الأسقف لتكريسها، ففعل الرئيس بما قاله القديس ميصائيل واستلم من الأسقف سبعمائة مثقال ذهب، وتسعمائة درهم فضة وكتباً كثيرة وخمسمائة رأس غنم، عدا الأقمشة والحُلي والأواني، وهدم بيته القديم واشترى ما يجاوره من أرض وبنى هناك كنيسة، وفيما كان الأب الأسقف مُحتفلاً بتكريسها إذ بالقديس ميصائيل قد أتى مع الآباء السوَّاح وحضروا صلاة التكريس. وتقدَّم القديس ميصائيل من الرئيس وقال له: إنك ستنتقل من هذا العالم في العام المُقبل. وبعد ذلك عادوا من حيث أتوا.
بركة صلواته فلتكن معنا آمين .
5. في مثل هذا اليوم أيضا من سنة 1526 لشهداء سنة 1809 م تنيح البابا مرقس الثامن البطريرك 108 من بطاركة الكرازة المرقسية ولد ببلدة طما محافظة سوهاج ورباه والداه تربية مسيحية . وعندما كبر ترهب بدير القديس الأنبا أنطونيوس ثم أختاره البابا يؤانس ال 18 ليقيم معه بالدار البطريركية بعد نياحة البابا يؤانس ال 18 أختير هذا الأب للبطريركية فاهتم بوعظ الشعب وتعليمه وتثبيته على الإيمان المستقيم وقام بإصلاحات كثيرة في الكنائس والأديرة ورسم عددا من الآباء الأساقفة منهم الأنبا مكاريوس مطرانا للحبشة واشتهر هذا البابا بعمل الخير والإحسان وكان مداوما على النسك بسيطا في مأكله وملبسه وهو الذي نقل الدار البطريركية من حارة الروم إلى الكنيسة المرقسية الكبرى التي قام بتكرسيها بالازبكية سنة 1517 ش 1801 م ، وكان محبا للتسبيح ويتمتع بموهبة تأليف المدائح وما زالت الكنيسة تردد قطع عشيات آحاد شهر كيهك التي وضعها . ولما أكمل سعيه الصالح تنيح بسلام .
صلوات هؤلاء القديسين تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
(1) العادة أنَّه إذا التقى أحد الرهبان بآخر فأنهما يُقبِّلان بعضهما بالأيدي. ثم يجلسان للتحدث في عظائم اللـه وفي الجهاد الروحى، فحدث أن شيطاناً دخل مرة على راهب فى زي راهب شيخ وإذ قبَّلا بعضهما ابتعد الشيطان ضاحكاً من الراهب. فرسم الآباء أنه عندما يرى الراهب شخصاً مُقبلاً عليه يرسم على وجهه علامة الصليب، حتى إذا كان الوافد شيطاناً فإنه لا يقوى على الوقوف أمام علامة الصليب المقدس.