السنكسار

اليوم الخامس من شهر بابه المبارك
1- شهادة القديس بولس بطريرك القسطنطينية.
2- نياحة الأنبا بطرس أسقف البهنسا.

1- في هذا اليوم إستشهد القديس بولس بطريرك القسطنطينية. كان تلميذا للأب الإسكندروس بطريرك القسطنطينية. وقدم البطريركية بعد نياحته ولما جلس على الكرسي البطريركي طرد تابعي شيعة أريوس من القسطنطينية وأعمالها . ولما توفى قسطنطين الكبير ملك بعده أولاده الثلاثة . فإختص قسطنديوس بالقسطنطينية ،
وقسطنس برومية وقسطنطينوس ببلاد الغال (فرنسا) وبريطانيا . وكان قسطنديوس على رأي أريوس. فعز عليه ما فعله الأب بولس بالأريوسيين. وطلب إليه أن يكف عن حرمهم فلم يستمع إليه ، فغضب ونفاه من القسطنطينية. وكان قد سبق فنفى القديس أثناسيوس الرسولي من الإسكندرية أيضا. فإجتمع الاثنان برومية وتوصلا إلى المثول أمام الملك قسطنس وأعلماه بأمرهما ، فكتب لهما كتابا إلى أخيه يأمره بقبولهما ،
ويتهدده بأنه إذا لم يقبلهما زال السلام من بينهما وحل مكانه الحرب. فلما وصل القديسان إلى القسطنطينبة قدما الكتاب إلى الملك قسطنديوس فقبل وساطة أخيه
وأعادهما إلى كرسيهما. ولكنه بعدما قتل أخوه قسطنس برومية، عاد فنفي الأب بولس إلى بلاد أرمينية ، وبعد أيام قليلة أرسل الى أحد أتباع أريوس يأمره بأن يلحق به هناك ويقتله. فدخل عليه ليلا وخنقه ونال إكليل الشهادة . وكانت مدة رياسته أربع سنين.
صلاته تكون معنا . آمين.

2 – وفيه أيضاً تنيَّح الأنبا بطرس أسقف البهنسا. ومن أمره أنه ترَّهب في دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بجبل أدريبه غرب سوهاج، تفرَّغ للدرس والبحث في الكتاب المقدس وكُتب الكنيسة حتى صار عالماً بارعاً خصوصاً في طقوس الكنيسة وألحانها.
رُسم أسقفاً للبهنسا ( البهنسا: هي الآن قرية كبيرة من قرى بني مزار محافظة المنيا، وبجوار القرية الحالية توجد آثار وحفريات كثيرة لمدينة البهنسا القديمة بالجبل الغربي لبني مزار) في المدة من ( 1186 – 1220م ) وكانت البهنسا مدينة عظيمة وعاصمة إحدى الولايات منذ العصور الفرعونية والرومانية. وكانت إيبارشية كبيرة بها الكثير من الكنائس والأديرة الخاصة بالرهبان وأديرة أخرى للراهبات بالصحراء الغربية المجاورة للمدينة.
ولهذا الأسقف مؤلفات طقسية كثيرة أهمها:
أولاً قراءات وألحان البصخة المقدسة:
فقد كان المؤمنون في العصور القديمة يقرأون الكتاب المقدس كله في الكنيسة أثناء أسبوع الآلام، وكان ذلك يستغرق وقتاً طويلاً.
ولما جلس البابا غبريال الثاني البابا السبعون، المعروف بابن تريك على السدة المرقسية في المدة من 1131 – 1145م. وكان قبل بطريركته موظفاً عاماً في الدولة، ويعرف انشغال الناس وعدم وجود أجازات في أسبوع الآلام للمسيحيين مما يضيع على الناس فرص الاستمتاع بقراءات أسبوع الآلام الكثيرة. فقام بمعاونة بعض رهبان دير القديس مكاريوس ببرية شيهيت بتنظيم وتدوين طقس قراءات البصخة واختار من العهدين ما يناسب كل ساعة من ساعات البصخة حتى يستطيع المؤمنون متابعة القراءات حسبما تسمح به ظروفهم.
ولما جاء الأنبا بطرس أسقف البهنسا وجد أن قراءات سواعي أسبوع الآلام غير متناسقة، فتوجد ساعات فيها نبوات كثيرة وأخرى نبوات قليلة. فقام بتنسيقها فجمع من العهد القديم بما فيه الأسفار المحذوفة ما يناسب كل ساعة من النبوات والمزامير ومن العهد الجديد ما يناسب كل ساعة من الأناجيل، وجعل السواعي متناسقة ومتقاربة في قراءاتها، ووضع كل هذا في كتاب قطمارس البصخة الذي ما زالت الكنيسة تستخدمه حتى الآن.
كما وضع لكل يوم عظتين من أقوال الآباء واحدة للصباح وواحدة للمساء ( ألغيت عظة المساء فيما بعد وحلت محلها عظة يلقيها أحد الكهنة أو الخدام.). منها تسع عظات للقديس الأنبا شنوده وحده مما يدل على ولائه وحبه للقديس الأنبا شنوده الذي ترَّهب في ديره.
كذلك رتَّب قراءات الأناجيل الأربعة كاملة في أسبوع الآلام: فيقرأ إنجيل متى في صباح الثلاثاء وإنجيل مرقس صباح الأربعاء وإنجيل لوقا صباح الخميس بعد رفع بخور باكر، وإنجيل يوحنا مساء السبت قبل صلوات عيد القيامة المجيد.
كذلك رتَّب قراءة المائة واحد وخمسين مزموراً أي سفر المزامير كله مساء الجمعة الكبيرة بعد عمل الدفنة ولحن غولغوثا.
قام بتجميع وتنقيح تفاسير نبوات وأناجيل أسبوع الآلام في كتاب يحمل هذا الاسم ما زال يُستخدم حتى الآن وتم طبعه عدة طبعات.
قام بتلحين الكثير من الصلوات والقراءات خصوصاً مزامير البصخة باللحن الأدريبي ( الحزايني ) المنسوب إلى رهبان جبل أدريبة حيث دير الأنبا شنوده غربي سوهاج.
كذلك قام بإدخال اللحن الشامي في بعض مزامير البصخة مثل مزمور " بيك اثرونوس " ومزمور " أفتشنون " نقله من جبل شامه غرب الأقصر حيث مدينة الموتى في وادي الملوك والملكات وحيث يوجد الآن دير الشهيد تاوضروس المحارب غرب الأقصر.
ثانياً: طقس لقان عيد الآباء الرسل 5 أبيب:
وقيل في مقدمته " قانون وضعه أبونا الأنبا بطرس أسقف مدينة البهنسا يُقرأ على اللقان في الخامس من أبيب عيد أبوينا الرسولين أبينا بطرس ومعلمنا بولس.
ثالثاً: طقس تكريس المعموديات الجديدة:
وهو طقس تدشين المعمودية المستعمل حتى الآن وورد في مخطوطة تحوي طقس تكريس المعمودية النص التالي " ترتيب وضعه أبونا القديس أنبا بطرس أسقف البهنسا من أجل تكريز المعمودية الجديدة ".
ومن الجدير بالذكر أن كل ما كان يقوم به هذا الأسقف الجليل من ترتيبات طقسية كانت تأخذ به الكنيسة وتقره فوراً مما يدل على أن الكنيسة كانت تضعه في مكانة مرموقة لكثرة علمه وحكمته وروحانيته.
ولما كملت أيام خدمته تنيَّح بسلام ومضى إلى بيته الأبدي ليستريح.

صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا . آمين.

عند كثرة همومى فى داخلى تعزياتك تلذذ نفسي (مز 94:19)