ماكسيما ودوناتيلا وسيكوندا

أثناء الاضطهاد الذي أثاره ديوكلتيانوس ومكسيمينوس ، حل انيولينوس (Anulinus) والي أفريقيا بمدينة ثيوبربو (بشمال أفريقيا) وأرسل ضابطين لدعوة جميع المسيحيين إلى ضيعة إمبراطورية ليقدموا القرابين للآلهة وقد تجمع أمامه جمهور كبير ، وللأسف بدأوا ينهارون وينكرون إيمانهم ... وكانت بينهم امرأة تعسة ، أضافت إلى خطية جحودها خطية الخيانة . وذلك حين تقدمت قائلة "لقد جئنا لنعبد الآلهة عدا فتاتين هما ماكسيما ودوناتلا ، وجئ بالفتاتين أمام الوالي ، ودار حوار معهما .

كانت مكسيما فتاة في الرابعة عشر من عمرها ، حين قال لها الوالي في أثناء المحاكمة ، أنها ما لم تضح للآلهة ، فإن اليوم سيكون خاتمة حياتها وأجابت الفتاة "ألا فلتضح لها أنت لأنك شبيه بها " وجاء دور دوناتلا فلم تكن إجابتها أقل قوة من إجابات أختها ، ثم أمر أن تساقا إلى المدينة على أن يمنع عنهما الطعام والشراب ، وفي طريقهما إلى ثيوبربو أنضمت إليهما صديقة تدعى سيكوندا في الثانية عشر من عمرها ، وكانت قد وطنت نفسها على أن تظل عذراء طوال حياتها ، وكانت تطل من شرفة قصر أبويها الثريين، حين شاهدت مكسيما ودوناتلا ، فقفزت إليهما وتوسلت إليهما أن تصحبهما وحاولتا أن تثنياها عن عزمها لأنها وحيدة أبويها ، لكنها أبت قائلة أنها لا تخشى قصاص الأرض ، وأنها تشتاق لعريسها الروحي الذي يقوي ويعزي أضعف الناس .

 

وبعد أكثر من محاكمة أمر الوالي أن تـُجلد الفتيات ، ثم أمر أن ترقدن على ظهورهن الممزقة فوق قطع الزجاج والخزف ، وتوالت أنواع التعذيب ، التي كان منها وضع الفحم المشتعل على شعورهن ورؤوسهن أخيراً أقر الوالي بأنهن أرهقنه دون جدوى ، فأمر بأن يطلق عليهن دب جائع ، وكان كل ما فعله الدب أنه ظل يلعق قدمي مكسيما ، وحينئذ أمر الوالي ببتر رؤوسهن وكان ذلك في اليوم الثلاثين من شهر يوليه سنة 304 .

سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي